وكأنت قوات التحالف تريد أن تسابق الزمن، وتلحق أكبر قدر ممكن من الضرر قبل التنفيذ والالتزام بالهدنة ، لأنه من الواضح أن هناك عزم دولي من أجل البدء بحل الأزمة في اليمن عن طريق الحل السياسي، وهذا ما دعى إليه المبعوث الجديد، لأنه لا يمكن متابعة الحوار السياسي إلا بعد أن يتم إيقاف جميع العمليات القتالية الدائرة سواء في الداخل أو التي تأتي من قوات التحالف العربي.
ولكن السؤال الأول الذي يطرح نفسه هنا، ما هي الآمال المعلقة على المبعوث الأممي الجديد ، وهل يثق اليمنيون بالتزام قوات التحالف بالهدنة؟ وخاصة أنه سبق وأن أعلنوا إيقاف "عاصفة الحزم"، لكن بدون أي التزام، لا بل زادت عمليات القصف والتدمير في كل مكان في اليمن.
ولا يجب أن ننسى أن جميع القوى السياسية اليمنية أعلنت عن توحدها في المواجهة، وهذا ما أكده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبشكل علني ولأول مرة، عن تحالفه مع "أنصار الله"، ما يمكن أن يكون قد شكل تخوفا لدى قوات التحالف من الفشل الكامل بتحقيق أي هدف في اليمن سواء أكان عسكريا أم سياسياً.
بالإضافة إلى ارتفاع أصوات جديدة في الحراك الجنوبي تطالب بالاستقلال والعودة إلى اليمن الجنوبي، إلى ما قبل الوحدة، وتطالب بدعم دول الخليج مع رفضها في آن واحد المؤتمر المزمع عقده في 17 الشهر الجاري في الرياض.
تعقيدات كثيرة تزاد يوما بعد يوما بسبب فشل عاصفة الحزم في ظل سعي جميع الأطراف إلى أن يكون كل منهم السباق في تحقيق مراده، ما قد يسير باليمن في اتجاه جديد لا يمكن التكهن به أبدا.
وحول هذه المحاور وغيرها، ولإلقاء الضوء على آخر مستجدات الوضع في اليمن، كان لنا الحوار الآتي مع الدكتور عبد الله غالب المخلافي القيادي في المؤتمر الشعبي العام.