العبود: التمديد هو حق دستوري واختصاص أصيل لمجلس النواب الليبي باعتباره سلطة تشريعية ومقتضيات الواقعية السياسية تقول إن مجلس النواب لن يسلم السلطة إلا لسلطة تشريعية جديدة منتخبة… هذا باستثناء أي نص دستوري، برغم أن التعديل السابع الذي أجراه المؤتمر، أعطى لمجلس النواب التمديد لنفسه، والخبرة التاريخية تؤكد أن المؤتمر سلم الأمر لسلطة تشريعية جديدة وهي مجلس النواب… ما قام به مجلس النواب التمديد لنفسه، كان إجراءً صحيحاً يتوافق مع الإعلان الدستوري ومقتضيات السيادة، وجاء متأخراً كثيراً.
مجلس النواب ذهب للتمديد في فترة سابقة، قبل 15 يوماً من تشكيل الحكومة، وقبل التسويف واستنزاف الوقت من قبل المؤتمر، الذي عمد على استنزاف الوقت، حتى تنتهي مدة مجلس النواب، وهو ما دفع مجلس النواب للتمديد لنفسه.
مجلس النواب يتمسك بالحوار كخيار استراتيجي، مع التأكيد بأن هناك اتفاقاً سياسياً تم توقيعه بالأحرف الأولى في يوليو/ تموز الماضي، وكان مجلس النواب حسن النية ووقع بالأحرف الأولى ووقع النواب المستقلون والمقاطعون على الوثيقة، عدا أعضاء المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، والذي لم يقدم ترشيحات لأسماء حكومة التوافق الوطني.
مجلس النواب يتمسك بالوثيقة التي وقع عليها، ويحمّل المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون الخروقات التي ارتكبها وفتح من خلالها المسودة التي صرح بأن النقاش أغلق الحديث حول فتحها.
مجلس النواب ذهب للتمسك بالمسودة الموقعة بالأحرف الأولى، امتثالا لرغية المواطنين الذين خرجوا للتظاهر في مدن ليبية، والتمسك بحق السيادة الليبية، فالمبعوث الأممي إلى ليبيا (برناردينو ليون) انتهك حقوق السيادة، وأصبح يلعب دور المندوب السامي في ترشيح أسماء وإقالة أخرى.
العبود: أولا لنقيّم الحكومة تقييما موضوعياً، فحكومة الثني ولدت وهي مكبلة… حجم الإنفاق الحكومي لم يتجاوز مليار دينار ليبي، وهناك صراع مالي على الحكومة، برغم اعتراف المجتمع الدولي بها، وهناك عقوبات على الجيش الليبي وحظر التسليح… حكومة الثني تعاني الشح المالي نتيجة لتعاطي المجتمع الدولي بازدواجية مع الطرف الشرعي.
المجتمع الدولي لا يزال يراهن على مشروع الإسلام السياسي ويتعاطى مع الطرف الذي انقلب على المسار الديمقراطي، وهو المؤتمر الوطني المنتهي الولاية وميلشيا فجر ليبيا… والمجتمع الدولي يدعونا لمحاربة الإرهاب ولا يقدم الدعم المادي والمعنوي للجيش الليبي.
لا بد أن نعي أن هناك متغيرات دولية، والدور الجديد للاتحاد الروسي الذي له استراتيجية في مكافحة الإرهاب ويطالب المجتمع الدولي وحلف "الناتو" أن يكون هناك معيار واحد واستراتيجية موحدة للحرب على الإرهاب، وألا يتعاطى المجتمع الدولي بازدواجية مع الملف الليبي ويكيل بمكيالين ولا يقدم الدعم للجيش الليبي.
ليون فشل في مجهوداته في الحوار، وكان عليه أن يطالب باستبداله، لكون أن مجهوداته أثبتت فشلها، وهناك طرف خارج معادلة الاتفاق وهو المؤتمر الوطني الذي مازال شريكاً، برغم رفضه التوقيع على الوثيقة، وعدم تقديم أسماء مرشحين للحكومة.
العبود: نعم هناك ضغوطات يمارسها المجتمع الدولي وبعضها التلويح بعقوبات على الرغم من عدم معاقبة المؤتمر وميلشياته الذين عرقلوا الحوار… مجلس النواب الليبي أمام اصطفاف جديد، ولا نريد حكومة الوصاية الدولية و"حكومة ليون"، نريد حكومة توافق وطني ينتجها حوار ليبي ليبي… كل نتائج المبعوثين الأمميين لأي من مناطق الصراع أثبتت فشلها بدءاً من طارق متري ودي مستورا والأخضر الإبراهيمي، وكذلك برناردينو ليون… نحن أمام تجربة توضح أن المجتمع الدولي عاجز عن إيجاد حل للصراعات الحاصلة في العالم.
سبوتنيك: هل مجلس النواب الليبي مستمر في الحوار الوطني؟
العبود:المجتمع الدولي عليه أن يراجع سياسته بشأن المبعوثين الأمميين، الذين فشلوا فشلاً ذريعاً، وحاولوا فرض الوصاية، فيجب أن يكون المبعوث وسيط نزيه، وأن لا يتدخل في سيادة الدول.
مجلس النواب بصدد انتخاب لجنة حوار جديدة تستند على أجندة هي الثابت الوطني وعلى سياسته تجاه الحوار الليبي الليبي، هناك متغيرات جديدة داخل مجلس النواب، ونتبنى الحوار كخيار استراتيجي، ولكن لا بد أن يتقيد الحوار بالثوابت الوطنية التي شرعنها مجلس النواب الليبي.
