خلال وقت قصير استطاع القائمون على فعالية، "لنغني موطني معاً"، أن "يجتاحوا" مواقع التواصل الإجتماعي، ليشكلوا صدى عالمي، ولتكون الساعة السادسة مساءً من يوم السابع من نوفمبر/تشرين الثاني، ساعة فلسطينية بامتياز في غناء نشيد "موطني" حول العالم.
وقالت هديل قاسم، أحد المبادرين في الفعالية من مدينة رام الله في الضفة الغربية، لـ"سبوتنيك"، إن هذه الدعوة كانت للتضامن مع الشعب الفلسطيني من كل مكان لنيل حريته وحقوقه، من خلال نشيد موطني التي تعبر كلماته عن الإنتماء والجمال الفلسطيني الخالص، وتؤكد على العيش بكرامة دون ذل أو خنوع.
وأوضحت قاسم، أن الغناء المجتمع في 50 دولة بنفس الساعة تقريباً، جاء من أجل التأكيد على الوحدة والترابط، والتشديد على أن الشعب الفلسطيني دائماً محب للحياة والحرية، مشيرةً إلى "وجود أكثر من 200 متطوع محب يشارك في هذه الحملة حول العالم، من أجل إيصال صوت فلسطين".
وأشارت إلى أن "الحملة تهدف إلى إيصال رسالة للعالم من خلال كلمات النشيد، للتعبير عن عدالة قضيتنا ورفضنا للظلم والقهر الذي يسببه أطول احتلال في التاريخ، إضافةً لتعريف من لا يعرف فلسطين بهذا الوطن الجميل، وعرض المعاناة اليومية التي يتعرض لها سكانه بسبب الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية".
وأضافت: "المشاركة ستكون فقط بالعلم الفلسطيني إضافة إلى الكوفية، وقد ترجمة نشيد "موطني" لعدة لغات حتى يتعرف كل من يشارك من دول العالم على معناه".
موطني هي قصيدة وطنية شعبية كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ولحّنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل في العام 1934، وأصبحت النشيد الرسمي لفلسطين، منذ ذلك الوقت، حتى تم اعتماد نشيد فدائي إبان بداية الثورة الفلسطينية، في حين لا يزال قطاع واسع من الشعب الفلسطيني يعتبر نشيد موطني نشيداً رسمياً له.
حشود غفيرة ملأت ميدان الساعة في رام الله، كذلك في القدس والعديد من المدن ومخيمات الشتات الفلسطينية بصحبة العديد من الفنانين البارزين، وصولاً إلى قطاع غزة الذي غنّى موطني بصحبة الأطفال الذين لفوا الكوفية الفلسطينية حول أعناقهم، وقبضوا على العلم الفلسطيني، وقدموا لوحة رائعة من النشيد الفلسطيني.
غسان أبو دية، أحد القائمين على فعالية "لنغني موطني معاً" في قطاع غزة، قال، لـ"سبوتنيك"، إن هذه الفعالية تعبر عن روح الشعب الفلسطيني من خلال النشيد، وتبعث رسالة من حول العالم بأن هذا الشعب من حقه الحياة بكرامة وعزة.
ولفت أبو دية إلى تكاتف العديد من النشطاء سواء في قطاع غزة أو حول العالم أجمع من أجل أن تخرج هذه الفعالية بصورة تليق بفلسطين وتاريخها، مشيراً إلى أن "الأطفال في قطاع غزة داموا على التدريب المتواصل من أجل أن يخرجوا بهذه اللوحة الرائعة".
ونوّه إلى أن "هكذا فعاليات تلعب دوراً كبيراً في التعريف بالقضية الفلسطينية، كما تشكّل أداة مقاومة ودفاع عن تاريخٍ وقضية، فالأصوات التي ستغني موطني، اليوم، ستلف العالم أجمع لتتجمع وتلتقي من جديد في فلسطين".
من جانبها قالت الطفلة زينة عبد الواحد، وهي إحدى المشاركات في الفعالية، لـ"سبوتنيك"، إن مشاركتها في الكورال جاءت من أجل التأكيد على الكلمات الموجودة في النشيد الفلسطيني من حق عودة ورفض للظلم وحب الحرية.
وأعربت عبد الواحد عن فرحتها العارمة بهذه المشاركة، مضيفةً، "بصوتي اليوم سأدعم القضية الفلسطينية وأوجه لكل العالم رسالة ليستمعوا لنا ويعرفوا معاناتنا والحصار الذي نعيش فيه، ويعملوا على المساعدة في نيل حريتنا".
الجدير بالذكر أن نشيد موطني يعتبره معظم العرب نشيداً وطنياً لهم، وقد أعيد غناؤه وتلحينه وتوزيعه من قبل الكثير من الفنانين حول العالم.