أحد الأمثلة على تلك الكوارث الإنسانية، هي قصة "أم علي"، وهي سيدة من قرية "الفوعا" بريف إدلب، والتي تلقب بـ"الخنساء السورية"، لمقتل أولادها الخمسة في المعارك العنيفة مع مسلحي "جبهة النصرة" في قرية كفريا والغوطة الشرقية بدمشق.
وفي حديث مع "سبوتنيك"، قالت "أم علي"، "أولادي كانوا كأي شباب آخرين يريدون الدفاع عن أرضهم ضد الإرهابيين، الذين احتلوا الأرض وحاولوا قتلنا وذبحنا".
وأشارت إلى أن ابنين لها، كانا في الجيش السوري واستشهدا في معارك الدفاع عن قريتي كفريا والفوعا في العام 2013، أما ولديها الأصغرين فخطفا في الغوطة الشرقية من بيوتهم، بعد حصار المسلحين لهم، وحاول أخوهم الأكبر أن يدفع للمسلحين فدية ليخرجهما، لكنهم نكثوا بالاتفاق وقتلوه، وقتلوا أخويه معه، ورموهم في النهر.
وأردفت السيدة السورية، "كل من عرف أولادي عرف عنهم أخلاقهم المثالية وسمعتهم البيضاء، وخصوصاً بين أبناء القرية، إلا أن استشهاد الأخ الأكبر علي، حرض كل أخوته على القتال للثأر له".
وأضافت، "نحن مستعدون لتقديم الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عن قضيتنا، ونعرف أننا أصحاب حق، ولو توجب علينا أن نحمل السلاح، فسنحمله ونقاتل مع الرجال في معاركنا ضد الإرهابيين، الذين حاولوا أن يدنسوا أرضنا ويقتلونا في سبيل كفرهم".
وكفريا والفوعا، هما قريتان تقعان إلى الشمال من محافظة إدلب في الشمال السوري، وتبعدان عن مدينة إدلب نحو 8 كيلومترات فقط، وعن الحدود التركية 30 كيلومتراً، وكان يسكنهما، قبل الأزمة، حوالي 40 ألف نسمة.
عانت القريتان حصاراً خانقاً امتد، منذ أوائل عام 2012، أدى إلى مقتل العديد من أهالي القريتين وتدميرهما بشكل كبير جدا، وارتبطت أحداث تلك القرى بمدينة "الزبداني" في غرب العاصمة دمشق، والتي فشلت أكثر من هدنة لإيقاف القتال فيها، حتى حصل الاتفاق الثالث في مطلع شهر يوليو/تموز2015، تحت رعاية أممية وموافقة تركية إيرانية على وقف القتال بين الأطراف كافة، وخصوصاً مع مسلحي"جيش الفتح"، المنضويين تحت لواء "جبهة النصرة".