ولم تمض ساعات قليلة من إعلان حملة "أكاديميون من أجل السلام" رفضهم تلك الإجراءات منتقدة سياسة الرئيس التركي، حتى قامت قوات الأمن التركية باعتقال 12 من هؤلاء الأكاديميين الأعضاء في الحملة المناهضة للإجراءات الأمنية التي تقوم بها حكومة حزب "العدالة والتنمية" في جنوب شرق البلاد.
ووجه المدعي العام التركي في مدينة "كوجالي"، اتهامات بدعم حزب "العمال الكردستاني" وإهانة الدولة والبرلمان، والحكومة والمؤسسات القضائية.
وجدد أردوغان انتقاداته للأكاديميين، حيث وصفهم خلال تصريحات صحفية أمس الجمعة بـ" قتلة وظلمة وحقراء" وقال "أنتقد من جديد الأكاديميين الذين نشروا البيان الأسود. فهم ليسوا أكاديميين بل قتلة وظلمة وحقراء "بحسب قوله.
وكان أردوغان قد اعتبر خلال لقاء السفراء الأتراك بالخارج، بأنهم (الأكاديميين) "مثقفون تافهون وجهلاء"، وأضاف "تخرج علينا ثلة من الرعاع الذين يصفون أنفسهم بالأكاديميين والباحثين ويتطاولون على دولتنا التي تدافع عن مواطنيها وأراضيها… وهم يدعون أنه يتم انتهاك الحقوق والحريات… اليوم نواجه خيانة ممن يزعمون أنهم أكاديميون مع أن معظمهم يحصل على راتبه من الدولة".
ونظم عدد من الأكاديميين الأتراك والأجانب حملة توقيع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في المواجهات وحظر التجوال في جنوب شرق تركيا، وتمكنوا من جمع توقيعات من 1128 أكاديميا تحت عنوان "أكاديميون من أجل السلام"، رافعين شعار "لن نكون شركاء في هذه الجرائم".
بينما اعربت الولايات لمتحدة ـ حليف أردوغان ـ عن قلقها لاعتقال السلطات التركية الأكاديميين المطالبين بإنهاء العمليات العسكرية المتواصلة منذ أسابيع جنوب شرق تركيا.
ولفت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كربي، الأحداث في تركيا إلى أن بلاده ترى هذا الإجراء بحق الأكاديميين الأتراك استغلالا للقوات الأمنية والسلطات القضائية لقمع الأحاديث السياسية القانونية.