بقلم — دينا محمد استاذة الأدب الروسى فى كلية الألسن بجامعة عين شمس
وتتباين الأحاديث عن عمرها، فأحياناً يتم تصويرها في شكل طفلة صغيرة وأحياناً في شكل فتاة شابة بالغة وتجري الحكايات عن أن أول لقاء بين أميرة الثلوج وسانتا كلوز تم عام 1937م في موسكو في بيت الاتحادات.
لم يظهر نموذج فتاة الثلوج في الطقوس الشعبية السلافية، وإنما ظهر في الفلكلور الشعبي، حيث يحكي الفلكلور الروسي عن تلك الفتاة التي تشكلت من الثلج ثم دبت فيها الروح لتعيش في هيئة انسانة، وجاء ذلك في كتاب (رؤيا السلاف الشاعرية للطبيعة) عام 1869 للمؤرخ و الباحث في الفلكلور الشعبي ألكسندر أفانسييف، وظهر هذا النموذج أيضا في الأدب الشعبي الألماني، واكتسبت الشخصية التي ولدت من الجليد نفس الإسم.

وتحكي الأسطورة عن أن الفلاح ايفان كان يعيش في حب ووفاق مع زوجته ماريا، و قد تقدم بهما العمر ولم يكن لديهما أطفال. وحل الشتاء، وبدأ الثلج يتساقط. خرج الزوجين من الكوخ، وقاما بنحت دمية من الثلج علي شكل فتاة، وبدت الدمية برأسها ويديها كما لوكانت فتاة حية، وهنا هتف ايفان قائلا زوجته: (لقد أعطانا الرب ابنة). وفي قصة أخري و التي كتبتها ايرنا باميرانتسيفا، المتخصصة في الفلكور الشعبي والعلوم التاريخية عام 1948م تظهر فتاة الثلوج كطفلة قام بنحتها عجوز وعجوزة من الثلج وأطلقوا عليها سنيجاجروشكا أو دمية الثلج.
وباستكمال أحداث القصة يٌذكر أن بنات الجيران توجهن إلي اللعب معها وجمع الثمار، ولكنهن قاموا بقتلها بسبب الحسد والغيرة، وقاموا بدفنها تحت شجرة وربطها بأحد الأغصان. واعتقد العجوزان أنها تاهت في الغابة. وقام أحد التجار بناء علي طلب ابنه بقطع الغصن من قبر سنيجاجروشكا، وصنع منه مزمار يمكن العزف والغناء به. عندما وقع المزمار في يد إحدي الصديقات، قامت بالعزف عليه ثم ألقته علي الأرض، فإنكسر وخرجت منه سنيجاجروشكا حية.
في عام 1873م قام الكاتب المسرحي الشهير ألكسندر أستروفسكي بكتابة مسرحية (فتاة الثلوج) استناداً لقصص أفانسييف، وظهرت فيها كإبنة لسانتا كلوز والتي تموت صيفاً أثناء طقوس عبادة إله الشمس (ياريلا). وتظهر هذه الفتاة في صورة غاية في الجمال، حيث الوجه الأبيض والشعر الأشقر وترتدي معطف من الفرو الأزرق والأبيض وقبعة من الفرو وقفازات. ومن الجدير بالذكر أن هذه المسرحية لم تلقي نجاحاً كبيراً بين الجمهور، ولكنها لقت نجاحاً كبيراً بعد أن قام ريمسكي كورساكوف بوضع موسيقي الأوبرا لها والتي تحمل نفس الإسم.

لقي نموذج فتاة الثلوج تطوراً ملحوظاً لدي التربويين والمربيين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين والذين قاموا بإعداد أشجار أعياد الميلاد، وكانت تعلق فيها دمي لفتاة الثلوج، كما كانت الفتيات الصغار تقمن بإرتداء ملابس فتاة الثلوج، وبعد الثورة البلشفية ظهرت فتاة الثلوج كالرفيقة الدائمة لسانتا كلوز في جميع المناسبات والأعياد. وفي بداية كل عام تقوم طالبات المعاهد المسرحية والممثلات بأداء دور فتاة الثلوج.

من المثير أنه في عام 2009 في الرابع من ابريل تم الإحتفال رسمياً بيوم ميلاد فتاة الثلوج، ومنذ ذلك الوقت يتم الإحتفال بيوم ميلادها كل عام في كاستروم. ومؤخراً في 27-28 مارس عام 2015م أقيم المهرجان الإقليمي السابع للإحتفال بيوم ميلاد فتاة الثلوج في كاستروم.