إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يتضح من التطورات الدراماتيكية في الميدان السوري والتحرير المتتابع لمساحات جغرافية واسعة من الإرض السورية، وتحديداً في الجبهة الشمالية، ما أدى إلى مغادرة وفد الرياض جنيف، ليتم الإعلان بعد ذلك عن تأجيل المحادثات إلى الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد ولكن تطور إلى حالة أكثر خطورة مما كانت عليه من ذي قبل، وتبدأ من قيام تركيا بحشد قواتها على الحدود السورية، لا بل توصل الأمر إلى قصف بعض المواقع السورية في ظل صمت دول التحالف التي تدعي محاربتها لـ"داعش" وسعيها لحل الأزمة في سوريا، ويتلو ذلك التصريح وراء التصريح من عدد من الدول الغربية والإقليمية المتداخلة في الأزمة السورية ولا تريد بالدلائل القاطعة حل الأزمة في سوريا سياسياً كما يقولون، لأن أقوالهم غير مقرونة بالأفعال لا من ناحية حل الأزمة في سوريا، ولا من ناحية التهديدات التي تطلقها.
وفي هذا السياق جاءت التصريحات التي عبرت فيها السعودية عن استعدادها للتدخل عسكريا في سوريا لمحاربة الإرهاب، وصرحت مملكة البحرين أيضا عن استعدادها في هذ الحملة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل بالفعل ستقوم هذه الدول بتنفيذ هذه التصريحات الخطرة، وهل يمكن أن يتطور الأمر إلى حرب، وهل من شيء يتم التحضير له برعاية أمريكية، وبالرغم من أن الأتراك صرحوا أنهم لن يتدخلوا، فهل يمكن أن يصل جنون القيادة السعودية إلى تنفيذ هذه التهديدات لوحدها، أم أن الخطر أكبر من ذلك، ألا وهو جر المنطقة إلى حرب إقليمية لا تتعداها إلى حرب عالمية، وتكون محاورها دول ثلاثة هي إيران وتركيا وسوريا، وقد تدخلها بعض دول الخليج وخاصة السعودية. هذا السيناريو وغيره من السيناريوهات لا يمكن لأحد أن يتكهن بمدى حدوثها أو عدمه، لأنه في العلم العسكري كل شيء ممكن وقوعه، ولكن هذا يرتبط بظروف وعوامل مختلفة تحددها التغيرات والتطورات الجارية والمتجهة أصلا نحو التصعيد.
وبالتالي مالذي ينتظر سوريا والمنطقة في حال تهورت أي من الدول المذكورة آنفاً وتدخلت عسكرياً في الأراضي السورية؟
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور حسن حسن