إعداد وتقديم نواف إبراهيم
التطورات الحالية التي تعيشها الأزمة في سورية تختلف عن وقائع ومجريات الأحداث التي عاشتها سورية على مر السنوات الخمس الماضية ، فمن الواضح الآن وبشكل جلي أن المجتمع الدولي يسعى بكل جدية من أجل التخلص من اللعنة السورية التي أفاضت بالخطر على المستويين الإقليمي والدولي ، ولكن المشكلة لاتكمن هنا في سلوك الدول التي تداخلت في الأزمة السورية سواء بنية صادقة لإيجاد حل ، أو بنية ركب موجة الأحداث لتحقيقي أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والإستراتيجية والإقتصادية وحتى العسكرية منها ، المشكلة تكمن وبكل صراحة في عملية الخروج الآمن من الأزمة السورية وحلها بما يرضي جميع الأطراف ، ولم يعد يخفى على أحد أن روسيا والولايات المتحدة الأمركية توصلا الى تفاهمات جداً هامة مع محاولات كل طرف أن لا يظهر بأنه الخاسر في هذه الجولة أو تلك ، وهذا كله بسبب فرط عقد التحالف الدولي المزعوم لمكافحة الإرهاب ، هذا التحالف فرط عقده بالفعل على الساحتين السياسية والميدانية ، وبات كل طرف من أطراف هذا التحالف يسعى الى تشكيل تحالفات جديدة ضمن إطار التحالف الكبير أو خارج إطاره وكل حسب تماهيه مع طرق وسبل حل الأزمة السورية ، أو حسب تقديراته لموازين الربح والخسارة في حال إتخذ هذه الخطوة أو تلك ، نعم التخبط الدولي والإقليمي هو الذي أصبح الأزمة الحقيقة في وجه حل الأزمة السورية ، وباتت روسيا الطرف الوحيد في هذا العالم الذي لايمكن حشره في خانة اليك لأن روسيا أثبتت وبجدارة ووفق القوانين والشرائع الدولية أنها تسعى بجدية وتقدم كل الإمكانات اللازمة للقضاء على التنظيمات الإرهابية التي بات يعاني من خطرها الجميع دون إستثناء حتى روسيا ذاتها. الآن الوضع تغير كثيراً والتشرذم الذي نراه بين هذه الدول بعد فشلها في توحيد سياسة خاصة بالأزمة السورية ، قد انعكس على الأذرع السياسية والميدانية التي تنفذ اجندات خاصة بهذه الدول.هذا عدا عن الخروج الواضح لكل من تركيا والسعودية عن الخط العام المرسوم لهما وبدأوا بالقيام بخطوات أحادية الجانب أثارت غضب الولايات المتحدة وضيقت عليها الخناق في تنفيذ الخطط البديلة للتعامل مع الأزمة السورية ، وهذا مانراه تحديداً في إنهيارات وفود المعارضة والتي بدأت بعزل محمد علوش كبير مفاوضي وفد الرياض كي يتحمل المسؤولية وحده وكأن تغيير الوجوه قد يغير من الوقائع الحالية.
التفاصيل مع أستاذ القانون في جامعة دمشق الدكتور محمد خير العكام