وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، في تصريح، يوم أمس الاثنين:
إذا تأكدت صحة التسريبات عن مضمون التعديلات الجديدة على العقيدة الدفاعية، فإنه أمر مثير للأسف والقلق في آن واحد.
ماذا يقف وراء هذا التحول المفاجئ، وماذا يتوجب على روسيا توقعه من سياسة برلين غير المتوقعة هذه؟
وفقاً لميخائيل ألكسندروف، المحلل السياسي بمركز الدراسات السياسية والعسكرية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، فإن القيادة الألمانية تتبع خطى الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول ألسكندروف لصحيفة "سفوبودنايا بريسّا":
"بناءً على استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2015، التي دخلت الخدمة في فبراير(شباط) من نفس العام، سميت روسيا كأحد المخاطر التي تهدد الأمن القومي الأمريكي، وبنفس الصورة، تظهر روسيا الاتحادية في وثائق حلف "الناتو". لذا، الألمانيون مجرد يتصرفون في الإطار ذاته".
وأشار الأكاديمي الروسي إلى أن التوسع العسكري لحلف "الناتو" الغادر انطلق على الرغم من الاتفاقات بين واشنطن وموسكو، وأصبح نقطة انطلاق لتزايد التوتر في أوروبا.
وقال ألكسندروف إنه وبعد اعتماد عقيدة الجيش الأمريكي عام 2015، أصدرت موسكو استراتيجيتها الخاصة مسمية توسع حلف "الناتو" نحو الحدود الروسية خطراً على الأمن القومي للبلاد.
غير أن الأكاديمي لا يعتقد أن ألمانيا يمكن أن تشكل تهديداً عسكرياً لروسيا.
وأضاف أنه في الوقت ذاته، إذا استمر "الناتو" في تعزيز وجوده العسكري في أوروبا وإنشاء قواعد جديدة وتزايد القوات على مقربة من حدود روسيا، فهذا ــ نظرياً ــ سيتجمع عشرة ملايين وحدة عسكرية على أعتاب روسيا.
وقال فيكتور موراخوفسكي، رئيس تحرير مجلة "أرسينال أوف ذا فاذرلاند" (The Arsenal of the Fatherland magazine):
" ألمانيا تتبع أجندة "الناتو" منذ وقت طويل، حتى قبل الانقلاب الأوكراني عام 2014، الذي أدى إلى إنقسام بين روسيا والغرب.
وأكد موراخوفسكي أن ألمانيا شاركت بنشاط في برامج "الناتو" التي هدفت إلى تعزيز كتلة "الجبهة الشرقية".
ونظراً لهذا، فإنه ليس من المستغرب أن برلين على وشك كشف النقاب عن العقيدة العسكرية الجديدة التي تعتبر روسيا منافساً محتملاً.
ومن جهته قال الجنرال ليونيد إيفاشوف، نائب رئيس أكاديمية المشاكل الجيوسياسية، لوكالة "ريا نوفوستي":
"إن استراتيجية الأمن القومي لعام 2015 مشبعة بروح عسكرية واصفة روسيا بالتهديد الرئيسي. كما وتقوم واشنطن بالضغط على حلفائها لتبني هذا النهج. والدول الأوروبية تضيف بنوداً مماثلة على عقيداتها العسكرية".
قامت صحيفة "دي ويلت" الألمانية، يوم السبت الماضي، بتسليط الضوء على خطة الحكومة الألمانية لإدراج روسيا في "ورقة بيضاء" حول سياسة الأمن على اعتبارها "منافسا". وتجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن تضاف إلى قائمة "التهديد" لبرلين إلى جانب الإرهاب الدولي، الهجمات الإلكترونية، وأزمة اللاجئين وتغير المناخ.
وفقا لوسائل الإعلام الألمانية، ما تسبب بهذا القرار المزعوم هو التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، وضم القرم إلى روسيا الاتحادية، والتعزيز العسكري المزعوم في البلاد. وأكدت موسكو، مراراً وتكراراً، أن هذه الاتهامات لا معنى لها ولا وزن لها.