حول الشاب ياسر علاء "29 عاماً"، حلمه الذي ثابر لأجله بعد مقتل أبيه بتفجير أستهدف شارع المتنبي في 2007 سنة الاقتتال الطائفي، إلى حقيقة تمثلت بالمقهى أفتتحه حديثا ً وسط حضور ثقافي وفني وإعلامي كبير، مُستبدلاً لفافة العنف بقرط مزركش بالضوء والأمل بمستقبل واعد للشباب العراقي.
وتجملت غرف وحيطان "كهوة وكتاب" بأثاث مستوحى من التراث البغدادي، والصور المطبوعة بالأبيض والأسود شملت شعراء ومطربات وممثلات، منهم مظفر النواب الشاعر العراقي البارز رائد حركة الشعر الشعبي الحديث، والسيدة فيروز وكوكب الشرق أم كلثوم، وحتى ميريل ستريب وجوليا روبيرتس نجمات هوليوود المُحببات، لأخذ الزبون القارئ إلى جو خاص من الرقي والثقافة دون دخان يُذكر سوى المُتطاير من قهوته الساخنة.
وتحدث ياسر علاء الحاصل على الماجستير من كلية الآداب بجامعة بغداد، لـ"سبوتنيك"، عن بداياته في شارع المتنبي وخططه لـ"كهوة وكتاب"، قائلاً:
أنا من تسعينات القرن الماضي تحديداً منذ عام 1994 أعمل في شارع المتنبي، لدينا مكتبة اسمها "مكتبة عدنان" أسسها أبي الذي استشهد في تفجير المتنبي 2007، وأعدنا بناءها وترميمها وقمنا بإعادة الحياة لها أنا وأخي الأصغر محمد.
ويؤكد علاء، على ضرورة أن تكون المكتبة في كل بيت عراقي المكان خليط بين المكتبة والكهوة التسمية العراقية للـ"قهوة" بعيدا عن الأرجيلة غير المتوفرة في هذا المقهى وكذلك الكسل. وأضاف علاء، أن كل الذين يحضرون للمقهى، يشاهدون الكتاب في كل تفاصيل المكان هناك مكتبة عامة للقراءة ومكتبة للبيع وهناك عرض أفلام، وستكون هناك حفلات توقيع كتب وجلسات شعرية واحتفاء بشخصيات ثقافية.
ويوفر المقهى قراءة مجانية، لكل أنواع الكتب وهي نفسها المباعة في شارع المتنبي الأقدم والأشهر وسط بغداد، وخدمة توصيل الكتب لمن يطلبها من الصفحة الخاصة بالمقهى على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إضافة إلى جميع المشروبات الساخنة والباردة والمُعجنات والمثلجات متاحة للشراء عند تصفح الكتب.
سبوتنيك: افتتاح المقهى في الكرادة، هو تحدٍ للإرهاب الذي استهدف المنطقة في الثالث من يوليو/تموز الماضي… وما هي الرسالة التي تريدون إيصالها في العراق من المقهى عدا تحديكم للإرهاب؟
ياسر علاء: بالطبع أفضل رد للإرهاب هو بالثقافة، ورسالة للإرهابيين نؤكد فيها أن الحياة تستمر رغم ظلامهم وسوداويتهم والكرادة تبقى شريان حياة بغداد. المقهى رسالة ثقافة ومحبة وسلام لتعود الناس إلى القراءة وحب المطالعة وأن لا تكون المقاهي للكسل فقط بل ومكانا فعالا ونشطا".
مقهى "كهوة وكتاب" هو فرع ثانٍ لمكتبة "عدنان" التي لم يغلقها ياسر ويُديرها مع أخيه الأصغر، في الموطن الأول للكتب والتجمعات الثقافية والفنية، شارع المتنبي الذي تُقفل المحال فيه عند الثانية ظهرا ً، ويشهد كل يوم جمعة إقبالا كبيرا من المثقفين والشعراء والممثلين والقراء للتمتع بالأمسيات الشعرية والفعاليات والمهرجانات المتنوعة.