يبدو من خلال متابعة تطورات المشهد اليمني أنه باتت تلوح في الأفق بوادر التوصل إلى صيغة ما، من شأنها أن تؤدي إلى وقف الحرب على اليمن، أو وقف إطلاق النار بشكل عام، خاصة بعد الاقتراح الذي تقدم به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في اليمن بعد وقف إطلاق النار المتمثل مبدئيا بالهدنة، التي بدأ تفعيلها منذ يوم أمس الخميس 17.11.2016 ، لتعلن اليوم حكومة هادي والقوات المؤيدة له الاستعداد لوقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية، وفقا للأفكار التي اقترحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
كما يقول ضيف حلقة اليوم أن كيري لم يتقدم بمبادرة وإنما اقتراح بعد التشاور مع السعودية والإمارات وكان أخر من يعلم بها الرئيس هادي، وهذا ماجعل حكومته تتصرف بشكل انفعالي تجاه قتراح كيري، علماً ان حركة أنصار الله أعربت منذ البداية عن استعدادها لمناقشة أي مبادرة من شأنها وقف إطلاق النار، والذهاب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. بالمجمل لم يحدث أي تطور فعلي تجاه هذا الاتفاق، بسبب الخلافات أو الاختلافات في الرأي بين القوى اليمنية داخلياً وخارجياً، ولم يتم الإعلان عن موقف موحد تجاه مايجري، مع استمرار طيران التحالف العربي بقيادة السعودية بقصف محافظة إب في منطقة يريم. حيث أنه حسب الأنباء الواردة ذهب ضحية القصف على منطقة يريم عشية بدء الهدنة العشرات من المدنيين.
بطبيعة الحال الأوضاع في اليمن رغم التعقيدات الحاصلة، تذهب في اتجاه تطور جديد يحكمه الالتزام بالهدنة، والوضع الميداني مع القدرة الكبيرة التي أبداها الجيش اليمني واللجان الشعبية في الوصول الى عمق الأراضي السعودية، في الوقت الذي تبدأ فيه عملية رحيل الإدارة الأمريكية الحالية والتي تقدمت بهذا الإتفاق.
فهل ستتمكن القوى السياسية اليمنية من تشكيل حكومة وحدة وطنية في مثل هذه الظروف؟
وهل يقبل الرئيس هادي بالاتفاق بمجمله والذي أقصي منه في بداية الأمر قبل أن يرسل كيري نائبه للاعتذار في الرياض؟
وهل يمكن للشعب اليمني بالفعل أن يراهن على العملية السياسية بشكلها الآني؟
وهل من أمل بالوصول إلى توافق حقيقي بين القوى السياسية اليمنية في الداخل والخارج التوصل إلى صيغة تمنع استمرار الحرب، وكيف؟
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع عضوالمجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
