تعيش محافظة حلب السورية في الأيام الأخيرة حالة واسعة من التغيرات بعد أن تم تحريرها بالكامل من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه من المجاميع الإرهابية التي أخذت بعض من مناطقها وأحيائها الشرقية رهينة لعدة سنوات، ذاق أهلها الويلات من القتل والدمار والعوز والجوع والتنكيل بأهالي هذه المناطق، لقد تحررت حلب المدينة من هذه المجموعات الإرهابية المسلحة، وبقي جزء بسيط جداً من مناطقها الشرقية يختبىء فيه مجموعة من الإرهابيين وقادتهم، وتدور حتى اللحظة محاولات للوصول الى اتفاق معين يسمح بخروجهم إلى إدلب مع عائلاتهم.
لكن في المجمل ورغم الظروف القاسية التي يعاني منها الحلبيون فقد بدأت عجلة الحياة تعود رويداً رويداً إلى الأحياء التي عاث فيها الإرهاب خراباً، وبدأت أجهزة المحافظة ومجالسها البلدية بالتعاون مع الحكومة السورية ومع بعض منظمات المجتمع المدني، والمساعدات الروسية المستعجلة، بدأت على نطاق واسع بالعمل على تأمين الأهالي بشكل مؤقت بكل ما يلزمهم ريثما تتم عودتهم الى أماكن سكنهم التي هجروا منها أو حوصروا فيها خلال المرحلة الماضية.
بنفس الوقت ما زال المجتمع الدولي بمؤسساته السياسية والإعلامية والاجتماعية يقدم صورة مأساوية عن حلب وما يجري فيها ولكن بدفع هائل من الكذب والتضليل وتوجيه الاتهام إلى الدولة السورية وحلفائها بقتل واعتقال وخطف الأهالي حسبما يزعمون، بما أن الصورة الحقيقية الواردة من حلب على ألسنة الإعلاميين والمتابعين هناك والمسؤولين المحليين تقول غير ذلك تماما وتعطي توضيحات ووقائع حية عما فعله ويفعله الإرهاب في أهالي هذه المدينة المنكوبة التي يتباكى عليها المجتمع الدولي.
اليوم ضمن برنامجنا أجرينا تغطية خاصة لوقائع مجريات الأحداث في حلب، والاطلاع على الحالة الميدانية بشكل عام، وعلى الحالة الاجتماعية والنفسية والصحية للأهالي المحررين في المناطق المحاصرة وعن معاناتهم، والاحتياجات التي تلزم في الوقت الحالي لأسعاف الناس وتقديم المساعدات لهم، وماينقصهم، وكيف تجري الأمور في حقيقة الأمر بعيداً عن التضليل الهائل الذي يمارس تجاه الأحداث في سورية، وتجاه حلب بشكل خاص.