وقد صوت لصالح هذا القرار جميع الوزراء الرئيسيين من مجلس الوزراء العسكري السياسي، وبعدها تم مكالمة باقي أعضاء الحكومة هاتفيا.
الأمم المتحدة طالبت، وترامب دعا
في ديسمبر الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334، حيث طالب فيه إسرائيل بوقف العمل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وقد أعلنت تل أبيب أنها لاتنوي الرضوخ إلى هذا القرار، حيث وصف نتنياهو الوثيقة بـ"وصمة عار".
وقد أعلن آنذاك الرئيس الجديد الأمريكي الذي لم يتسلم مقاليد الحكم بعد، أنه لن يكرر الأخطاء التي وقع به سلفه، وأنه سوقف يقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، واعدا الدعم الكامل لتل أبيب.
و في أوائل فبراير، عندما أصبح ترامب رئيسا رسميا للوليات المتحدة، أقر الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) بأغلبية قانونية بناء المستوطنات على الأراضي الفليسطينية، ووفقا لهذا القرار امتنعت إسرائيل عن هدم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتي يقيم فيها الآن أكثر من 600 ألف من الإسرائيليين.
بعد فترة وجيزة من زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وعده دونالد ترامب أنه سيحصل على "معاهدة سلام كبيرة" بين إسرائيل وفلسطين، لكسر الجمود الذي يعتري عملية السلام المتوقفة تقريبا في عام 2014. وفي الوقت نفسه، حث الجانبين على ضبط النفس، وطلب من نتنياهو "التأني قليلا" في لبناء مستوطنات جديدة، وهو ما لا يعتبره "شيء جيد للعالم".
بعد أقل من شهرين على الزيارة، وافق مجلس الوزراء العسكري السياسي في بناء مستوطنة إسرائيلية جديدة في وادي جيلو.
نمو التوتر
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن قرار بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية ، بحكم الأمر الواقع تقرر قبل طلب الطلب ترامب من نتنياهو بالتأني. وقد قال نتنياهو لترامب أنه وعد سكان سكان المستوطنات التي تم هدمها بناء مساكن لهم، ومن المستحيل عدم المحافظة على هذا الوعد لأسباب "سياسية داخلية".
هذا وأكد صحفيون من صحيفة " هآرتس " أن البيت الأبيض أكد تحذير نتنياهو لترامب في هذا الصدد. ووفقا لمصدر رفيع في الإدارة الأميركية، أكد نتنياهو أنه مستعد لتبني سياسة جديدة فيما يتعلق بملف المستوطنات والإستماع إلى تلقينات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومع ذلك، فإن الموقف الصلب الإسرائيل من عدم تنفيذ والإمتثال للقرار رقم 2334 لمجلس الأمن الدولي، يؤدي إلى انفعال شديد في الشرق الأوسط.
وقال في مقابلة مع عضو المكتب السياسي للشعب الفلسطيني حماس أسامة حمدان مع جريدة "ازفيستيا" أنه "في الآونة الأخيرة ازدادت شراسة الإجراءات الإسرائيلية بشكل كبير،وتعتقد السلطات الإسرائيلية أنها يمكن أن تتخذ أي خطوات دون خوف من رد فعل من المجتمع الدولي (الذي انشغل بمشاكل أخرى في المنطقة) بما أن الرئيس الأمريكي الجديد يقوم بدعمها. والسلطات الإسرائلية تلعب بالنار، حيث صبر الفلسطينيين لن يدوم إلى الأبد ويمكن أن ينتهي بأي لحظة وعندها سوف يبدأ الناس في الدفاع عن أنفسهم ".
تحت حماية واشنطن
تفاقم الصراع الإسرائيلي — الفلسطيني يؤدي أيضا إلى تفاقم العلاقات بين إسرائيل و الأمم المتحدة، حيث بعد صدور صدور قرار مجلس الأمن رقم 2334، إسرائيل لم تقبل الإمتثال للقرار فقط، وإنما قام نتنياهو بإعطاء تعليمات لوزارة الخارجية الإسرائيلية لإعادة النظر في التعاون مع الأمم المتحدة وأوقف تمويل 5 منظمات، "تعتبر معادية لإسرائيل".
وفي بيان على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية "يمثل هذا القرار عنصرا آخر من الحملة التي يقوم بها الأصدقاء في الخارج و الولايات المتحدة في المقام الأول لوقف تمييز الدولة اليهودية في الأمم المتحدة و هياكلها".
هذا وقالت الممثلة الدائمة الأمريكية الجديدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي في مؤتمر صحفي إسرائيلي —أمريكي عقد في واشنطن " أن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة لن تسمح أبدا بإذاء الإسرائيليين، ولن تقبل بأي قرار ضدهم في مجلس الأمن".
وقالت هالي معلقة على القرار رقم 2334 أنه "إجراء ظالم ضد الدولة اليهودية" وفقا لصحيفة " The Jerusalem Post ".