وتحدث رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجح بركات العيفان، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، الأربعاء، عن آخر تطورات التقدم في عمليات التفتيش بصحراء الرطبة غربي المحافظة، المحاذي للأراضي الأردنية، والعملية المتقدمة نحو قضاء عانة أحد آخر ثلاثة معاقل لـ"داعش" في غرب البلاد.
وقال العيفان إن "التقدم لإبعاد خطر تنظيم "داعش" عن قضاء الرطبة، والعمليات، شاركت فيها الفرقة الأولى والحشد العشائري لتطهير المناطق الصحراوية القريبة من القضاء، والخط الدولي".
وأضاف العيفان أن هذه المناطق الصحراوية تعتبر مناطق يستلل منها عناصر تنظيم "داعش" من قضاء عانة وباقي مناطق سيطرته "القائم وراوة"، نحو الرطبة، وكذلك مفخخاتهم.
والنتيجة من العملية هذه، هو إبعاد الخطر عن الرطبة لمسافات أبعد، تمهيدا لاستثمار الطريق السريع الدولي بين العراق والأردن، والممتد من الرطبة، على يد شركة أمريكية تم إحالة العقد لها من قبل الحكومة العراقية، حسبما لفت العيفان.
واختتم العيفان أن محافظة الأنبار تريد أن يتم تأمين الطريق الدولي ومنفذ طريبيل الحدودي أيضا مع الأردن، وافتتاحه أمام دخول البضائع للعراق.
وعلمت مراسلتنا، من مصدر أمني عراقي، اليوم الأربعاء، أن عملية عسكرية بإسناد من طيران التحالف الدولي، انطلقت بها قوات من الجيش تحديداً من الفرقة الأولى، وحشد عشائر الأنبار، لتحرير منطقتي "أم الوز"، و"المدهم" في جنوب غربي قضاء عانة الذي تفصله عن الرطبه صحراء واسعة.
وكشف المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن القوات توغلت بعدما قصف التحالف أهدافا نوعية منها تدمير سيارة مفخخة يقودها انتحاري من "داعش" حاول منع تقدم القوات.
وأفاد المصدر بأن قصف التحالف دمر أربع منصات لإطلاق الصواريخ تعود لتنظيم "داعش" في منطقة المدهم، وداخلها عشرات الصواريخ.
يذكر أن مصدرا محليا عراقيا كشف لمراسلتنا، في وقت سابق من الأحد 2 نيسان/أبريل، بأن العشرات من عناصر تنظيم "داعش"، تحشدوا في المحورين الشمالي والجنوبي لصحراء قضاء الرطبة الواصل بين غربي الأنبار، غرب العراق، والأراضي الأردنية، متسللين من منطقة القائم الحدودية مع سوريا.
يذكر أن مجلس الوزراء العراقي صوت في جلسته المنعقدة، الثلاثاء الماضي 28 آذار/مارس الماضي، على تأمين الطريق الدولي الرابط من بغداد إلى الحدود الأردنية، بعد دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لبناء المنفذ الحدودي في طريبيل كجزء متمم لمشروع الطريق الدولي.
وتعرض قضاء الرطبة الاستراتيجي لهجمة شرسة من تنظيم "داعش" الذي قام بتنشيط خلاياه النائمة في داخل القضاء لضرب القوات الأمنية، والمحاولة في السيطرة على المنطقة مرة أخرى، كما جرى خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن المحاولة باءت بالفشل آنذاك، وتم قتل العناصر الإرهابية واقتلاعهم من المناطق التي اقتحموها ونفذوا فيها عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين ومقاتلين من أبناء العشائر.
واللافت أن القوات العراقية حررت قضاء الرطبة بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش"، في أيار/مايو العام الماضي، ضمن عمليات استعادة كامل مدن الأنبار التي تشكل وحدها ثلث مساحة العراق.
يشار إلى أن تنظيم "داعش" خسر أغلب مناطق سيطرته بمحافظة الأنبار التي تشكل وحدها ثلث مساحة العراق، وما تبقى له من سيطرة فيها فقط أقضية حدودية محاذية للأراضي السورية، وهي عانة وراوة والقائم.