ومع أهمية دور أطباء التخدير في العمليات الجراحية وإنعاش المصابين لاسيما الذين يتعرضوا للغازات السامة، إلا أنه يوجد نقص كبير في عدد أطباء التخدير والإنعاش المتخصصين بسبب هجرتهم إلى خارج سوريا هرباً من ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأفاد أمين سر نقابة أطباء سوريا الدكتور آصف الشاهر لـ"سبوتنيك"، بوجود نقص كبير في عدد أطباء التخدير، فلم يعد هناك أطباء تخدير يغطون حاجة المشافي العامة والخاصة، ولاسيما أن طبيب التخدير يلازم العملية الجراحية حتى تنتهي، إضافة إلى الرقابة على صحة المريض حتى يصحو، وفي حال حصل خطأ يتعرض للمحاكمة، وكل هذه المسؤولية يتقاضى عليها أجوراً متدنية جداً.
ولفت الشاهر إلى أن دولة اليمن أعلنت عن حاجتها للتعاقد مع أطباء تخدير براتب 25 ألف دولار شهرياً مع تأمين السكن لهم، مشيراً إلى ما حصل في مؤتمر فرع دمشق لنقابة الأطباء مؤخراً حين ارتفعت الأصوات المنادية بالحفاظ على بقاء أطباء التخدير في البلاد.
وبينت الدكتورة فاتن رستم، رئيسة قسم التخدير والإنعاش في كلية الطب البشري بدمشق، أن الكلية ستقوم بوضع برنامج وخطوات عملية لتدريب المواطنين على الإنعاش القلبي الرئوي على الدمى بالتعاون مع الوزارات المعنية، مع متابعة تدريب طلبة الاختصاص وإعادة تأهيل وترميم نقص المعلومات لكوادر التمريض ومواكبة آخر بروتكولات العالم، إضافة إلى وضع خطة تدريبية بالتعاون مع أخصائيين التخدير والإنعاش في البورد العربي والتواصل مع البورد الأمريكي في الوقت الذي توجد نية لإعادة مقر البورد العربي إلى دمشق المؤسسة له.
ونوهت رستم بالخبرات الوطنية التي اكتسبت الخبرة في مجال تدبير حالات الرضوض والتعامل مع كافة الإصابات على رأسها النزف، والتخدير، ومرضى الحروق، والكسور، وتدبير التسمم، الذين تعرضوا للغازات الكيماوية التي استخدمتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق المواطنين، علماً أن الذي يتعرض للغازات السامة يتم محاولة إنعاشه والحفاظ على حياته واستقراره القلبي والتنفسي.