الآن باتت الأمور أكثر وضوحا للعالم كله فيما يتعلق بالإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، من يدعمه، ومن يحاربه، على خلاف ما كانت عليه الصورة من ضبابية قبل ثلاثة سنوات وقت أن اجتمعت روسيا ومصر بصيغة 2 + 2 ، واليوم يجتمع للمرة الثالثة كل من وزيري خارجية ودفاع البلدين في القاهرة تحت هذه الصيغة لبحث أخر التطورات فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك في لقاء تاريخي يتناول أيضا سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية.
وأردف سمير قائلا إن هذا اللقاء سوف يرسخ قناعة الطرفين بأن مسارهما فيما يتعلق بالأزمة السورية هو المسار الصحيح وهو الحل السياسي وبات الجميع مقتنعا بذلك، ولكن مصر وروسيا لديهما أيضا هاجس مشترك مما يسمي مرحلة ما بعد داعش في سوريا لأن هناك مخططات كثيرة لتقسيم سوريا على عكس ما تؤكده مصر وروسيا دوما وهو وحدة وتماسك واستقلال الأراضي السورية.
وذكر سمير أن روسيا ومصر أكثر دولتين إدراكا لخطورة الإرهاب ليس في المرحلة الحالية وحسب بل في المرحلة القادمة أيضا، ونحن نرى الآن عودة الإرهابيين إلى بلادهم وأن روسيا هي من دعمت وحشدت الدول لتأييد المبادرة المصرية في مجلس الأمن من قبل من هنا كان ضروريا الاتفاق على وضع تصور مشترك للتعامل مع العائدون من سوريا والعراق بالمعلومات الاستخباراتية بين البلدين خاصة وأن مصر كان لها تجربة سابقة في التعامل مع العائدين من أفغانستان.
من جانبه قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري حسن حسن، إن مصر هي القوة العربية الأولى وبالتالي عندما تتجه روسيا للتعاون مع مصر فهي تنطلق من منطلق عملي خاصة في ظل إصرار الدول الخليجية على الدوران في الفلك الأمريكي، ولكن ذلك يتوقف على مدى قدرة مصر على تحمل سيف الاقتصاد الذي يرفع فوق رقبة الشعب المصري لا سيما أننا نتحدث عن الدور الروسي في بعده الجديد، فالواقع الميداني من خلال الإنجازات الروسية في سوريا لا يمكن فصله مطلقا عن الواقع السياسي وإصرار روسيا على تحمل المسؤولية.
وأشار حسن أن الاجتماعات التي سماها كرنفالية في الرياض وهذا التهليل غير المسبوق لترامب لم يسفر عن شيء ملموس على أرض الواقع في محاربة الإرهاب لأنه وحسب قوله الدول التي تدعم الإرهاب هي التي تلتف حول الولايات المتحدة الأمريكية.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين