وأضاف أن سبب ذلك هو أن "النظام الانتخابي الفرنسي يعتمد على مبدأ الأغلبية في الاقتراع مما يعني بأن أي تغيير صغير في نسبة التصويت قد يقلب الموازين بالكامل.
لهذا السبب من المبكر أن نقول بأن فوز معسكر الرئيس ماكرون بالأغلبية المطلقة سيكون مضمونا".
وأشار إلى أن "الرئيس إيمانويل ماكرون استطاع بالفعل أن يخلق نوعا من الديناميكية حوله، ستخوله احتلال الصدارة في الانتخابات التشريعية لكن الوضع حساس جدا وقد تتغير الموازين خلافا للتوقعات".
وتابع المحلل: "يمكننا اعتبار الحكومة التي شكلها الرئيس إيمانويل ماكرون حكومة تنتمي ليمين الوسط.
والسؤال في هذا الصدد هو: في حال حصل حلف إيمانويل ماكرون على الأغلبية المطلقة، هل ستكون الحكومة مستعدة للتحالف مع اليمين التقليدي؟ "، مشيرا إلى أنه "أما بما يتعلق باليسار الفرنسي فمن المؤكد تماما أن اليسار سيمنى بخسارة تاريخية وكارثية".
وردا على سؤال حول مدى تأثير الفوز المحتمل لحلف ماكرون وتعزز مواقع الرئيس، على الحياة الديمقراطية الفرنسية وعلى الأحزاب الصغيرة، قال هوبير وارتاس: "هذه مهزلة. نحن نتعجب مما يحدث اليوم لكن هذه المنظومة السياسية الفرنسية تعمل بهذا الشكل منذ عام 1958.
بالطبع سيكون الوضع صعبا بالنسبة لباقي الأحزاب فالسلطة ستكون متمركزة بيد الرئيس والغالبية البرلمانية التي يحظى بها".
وأضاف أن "سياسة الإقصاء لها تاريخ في فرنسا فالأحزاب السياسية يمينية كانت أم يسارية، لطالما شهدت انهيارات مزلزلة، نحن نعيش في منظومة تؤدي لزلازل سياسية، وللسخرية نحن نكتشف هذا العامل اليوم".
وخلص المحلل إلى القول: "الحل اليوم هو عبر اعتماد نظام انتخابي قائم على النسبية بحيث يتمثل الجميع، وإلا سنتبقى في المنظومة ذاتها".
يذكر، أن فرنسا تشهد اليوم الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، التي تجري حسب النظام الأكثري في دوائر انتخابية ذات مقعد واحد.
وبعد أسبوع ستجري الجولة الثانية في الدوائر التي لن يتم تحديد الفائز فيها حسب نتائج الجولة الأولى.
وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن حركة "الجمهورية الى الأمام" للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون هي الأوفر حظا للفوز بالانتخابات البرلمانية.