على إثر إسقاط الولايات المتحدة الأمريكية لطائرة سورية كانت تستهدف عناصر لتنظيم "داعش" الإرهابي بالقرب من الرقة، حذرت روسيا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنها ستنظر إلى طائراته بوصفها أهدافاً
كما قررت روسيا تعليّق التعامل مع الجانب الأمريكي في إطار المذكرة الخاصة بمنع الحوادث وضمان أمن التحليقات في سياق العمليات بسوريا، وذلك اعتبارا من 19 يونيو/ حزيران.
فما تداعيات التصعيد الأمريكي المفاجئ الذي قوبل برد روسي حازم وانعكاسات ذلك على الأوضاع العسكرية والسياسية في سوريا.
في البداية قال اللواء دكتور يحيي سليمان، الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي، إن ما يفعله الأمريكيون يدل على ارتباطهم العميق بتنظيم القاعدة و"داعش".
وأشاد في حديثه مع برنامج "بين السطور" بموقف الدولة الروسية الحازم يوم أمس، حينما قررت موسكو وقف تبادل المعلومات وتنسيق سلامة الطيران في الأراضي السورية، مشيراً إلى إسراع رئيس الأركان الأمريكي وتأكيده بأنهم لا يريدون التصعيد، مطالباً بإعادة المحادثات مع الجانب الروسي لإبقاء الوضع لما كان عليه.
من جانبه يقول الخبير السياسي والدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتازوف، إن روسيا ليس لديها نية في زيادة التوتر مع أمريكا،
وأضاف أنه "لابد أن تتعلم أمريكا من هذا الحادث المؤسف، وتتخذ التدابير اللازمة حتى لا تستخدم قواتها المسلحة ضد الجيش العربي السوري الشرعي، محملاً الموقف الأمريكي المضطرب مسؤولية البلبلة والتخبط التي تشهدها المنطقة .
وفي نفس السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إن الجانب الأمريكي يسجل حضوره الاستراتيجي مرة أخرى، بهدف إعادة ترتيب الأمن في بعض المناطق، معتبرا أن إسقاط الطائرة السورية بمثابة رسالة تحاول أمريكا إرسالها لبعض الأطراف الدولية والإقليمية.
واتفق مع ماتوزوف في استبعاد حدوث صراع استراتيجي مباشر بين روسيا وأمريكا بل محاولة لتقاسم الأدوار وإيجاد ترتيبات أمنية مشتركة.
إعداد وتقديم: هند الضاوي
