يومان من اللقاءات والإجتماعات في أستانا انتهت بالاتفاق على تشكيل المنطقة الرابعة لخفض التصعيد في إدلب وأريافها ، وهنا يبدو أن الدول الراعية أو الضامنة إستطاعت تطويع الأطراف المعارضة ووضع الخطوط العريضة لتطبيق ما تم التوصل إليه من إتفاقات كي يتم تنفيذها في وقت لاحق ، وبالأخص الإتفاق على أن يقوم الجميع بمحارية تنظيم "داعش" وجبهة النصرة الإرهابيين، وتشكيل لجنة مصالحة سورية سورية ، والبدء بعملية التحضير لجنيف القادم لكن بعد الجولة السابعة من أستانة ،والتي تقرر بعد أن يضع المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان ديمستورا الأمين العام للأمم المتحدة بصورة نتائج هذه اللقاءات.
التساؤلات كثيرة حول هذا اللقاء الذي لفه الكثير من الغموض والتعتيم الإعلامي ما قد يكون هناك بالفعل إتفاقاً شاملاً توصلت إليه جميع الأطراف لكن لم يحن الوقت الكشف عنه ، ومن بين هذه التساؤلات:
ماهي بالفعل درجة نجاح لقاءات أستانا 6 التي ظهر أنها إيجابية بشكل عام ؟
هل ستلتزم المجموعات المسلحة بالإتفاقات المعقودة ، وهل ستحارب من طرفها تنظيمي "داعش" والنصرة أم ستنضم إلى الجيش العربي السوري ؟
ماهي الصيغة التي تم التوصل إليها بخصوص المراقبين ومن هي جنسياتهم وأين ستكون مواضع تواجدهم خارج أم داخل مناطق تخفيض التصعيد ؟
يقول الإعلامي والمحلل السياسي أحمد حاج علي:
كان متوقعاً من هذه الجولة أن تكون بهذا الشكل ، وممكن أن نقول أن الجزء الأكبر من المنطقة الأصعب في سورية وهي منطقة إدلب قد تم التفاهم على خارطة طريق بحيث يتم توزيع النفوذ والسيطرة في المنطقة بما يحفظ وحدة الأراضي السورية بالشكل العام ، هناك ضامن تركي للمجموعات المسلحة والتي يريد البعض تجميلها وتقديمها على أساس أنها معارضة مسلحة ، هناك من يصر على الإلتزام والتضامن مع التنظيمات الإرهابية ومنها جبهة النصرة ، وهناك علامات إستفهام كبيرة مازالت مطروحة حول نية أو رغبة هذه المجموعات المسلحة بتحييد أنفسهم عن جبهة النصرة والانضواء ضمن العملية السياسية.
الجيش العربي السوري سوف يكون في كامل محيط هذه المنطقة وكان هناك خلاف على كيفية توزع الجيش العربي السوري على الشريط الحدودي في إدالب ، الجانب التركي كان يضع عراقيل تحول دون تنفيذه ، وإن لم يتم تنفيذه فكل إستحقاتقات أستانا المحددة في مدة ستة أشهر ، ربما لو سارت الأمور بشكل إيجابي حينها يمكن الخوض في عملية سياسية.
وأردف حاج علي:
من حيث المشاهدات لم نشعر من المجموعات المسلحة المشاركة في أستانا "6" بأنهم سيلتزمون بما تم الإتفاق عليه ، لأنه بعد الجلسة العامة فجأة خرج أحد الناطقين بإسم المجموعات المسلحة والذي كان قد أعلن عنه أنه قتل أو إستشهد كما يقولون وراح يدلي بالتصريحات بإسم المعارضة ، تصريحاته كانت تشير إلى عدم موافقة تلك المجموعات على الإنخرتاط في العملية ضد تنظيم "داعش" إن لم يتوقف الجيش السوري وحلفائه وطيرانهم من ضرب المناطق التي يتواجدون فيها وتحديداً ذكر دير الزور وطالب حلفاء سورية بالخروج من سورية وقال أن قواتهم "المجموعات المسلحة " هي من كان يقاتل تنظيم "داعشط ، والجيش العربي السوري وحلفائه لايقاتلون لاداعش ولا الإرهابيين ، مثل هذه التصريحات سخيفة ولاتمت للواقع بصلة.
وأضاف حاج علي:
حتى الآن كل الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات والتفاصيل ، وهناك دعوات لدخول عدد من الدول الإقليمية والدولية كمراقبين ، دعوات مطروحة من قبل الجانب التركي وبعض اللاعبين الإقليميين والدوليين ، وهناك مبادرة إيرانية لإشراك العراق ، ومصر كانت مطروحة كمراقب في منطقة الغوطة والرستن ، وكذلك طرحت الجمهورية الإسلامية وفق تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني أنصاري لبنان أيضاً كمراقب ، وبالمجمل يمكن أن نقول أن هناك متغيرات سياسية ساهمت فيها متغيرات الميدان ، ساهمت إلى حد بعيد في تسيير وتسهيل مسار أستانا ، الذي مازال في عهدة وإطار الإختبار لهذه المصداقية في التوصل إلى إتفاق إقليمي وربما إتفاق دولي حول هذا الموضوع.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم