الاستخبارات السورية الرقم الصعب في محاربة التنظيمات الإرهابية وداعميها

أثبت الأجهزة الأمنية السورية خلال فترة الحرب على سورية ومنذ بدايتها عام 2011، أنها تملك القدرة الكافية لحفظ الأمن القومي والاجتماعي في البلاد، وكانت ومازالت قوية بالقدر الكافي لمواجهة المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية لجهة أي مخطط  أتى في سياق الحرب على سورية، والتي تعد من أعتى وأصعب أنواع الحروب على مدى التاريخ القديم والحديث، فقد حاولت الدول المتداخلة في الحرب على سورية إحداث اختراقات مختلفة لإسقاط البنية المجتمعية الداخلية، عبر وسائل وأدوات ومختلفة وعلى أسس مختلفة اجتماعية ودينية وسياسية وقومية وإثنية وغيرها، لكن بالمحصلة جميعها فشلت أو لم تستطع إكمال تحقيق هدفها، بالمقابل رغم قوة أجهزة الأمن السورية فقد استطاعت بعض القوى بالتعاون مع عناصر داخلية أو دخيلة أن تحقق بعض الأهداف وكان أخطرها محاولات التغلغل في مؤسسات الدولة أو منظماتها وجمع المعلومات لاغتيال شخصيات سياسية وعسكرية وعلمية مرموقة أو لتحديد أهداف عسكرية ومدنية لقصفها، فقد كشف الكثير من العمليات التجسيسية الخطرة ولم تكن أولها وآخرها "الياسمينة الزرقاء"، اليوم استطاعت أجهزة الأمن السورية إلقاء القبض على جاسوس أمريكي وفق الأخبار الواردة بالرغم من أن الدولة السورية لم تتحدث عن هذا الأمر بشكل رسمي، وهذا تعودنا عليه من الدولة السورية في طريقة التعامل مع مثل هذه الملفات، بغض النظر عن حقيقة هذا الخبر يحدث أن تتداخل جميع أجهزة المخابرات والأمن في مثل هذه الظروف في أي دولة كانت وليس سورية فقط لتحقيق أهداف عديدة يطول شرحها.

في حلقة اليوم نريد أن نتحدث عن القدرات الأمنية السورية التي استطاعت التعامل بشكل دقيق مع كل محاولات الاختراق ونجحت في كثير منها دون أن يتم الحديث العلني وإنما بقيت قيد التسريبات الإعلامية

وأيضاً لابد أن نتحدث عن الأعمال التي قامت بها أجهزة مخابرات الدول التي لها مصلحة في الحرب على سورية، وكيف كانت تعمل أو تحاول العمل داخل الأراضي السورية.

كيف كانت تحدد الظرف والزمان والمكان لأهداف المجموعات الإرهابية المسلحة التي وصل عناصرها من كل أنحاء العالم بغض الطرف من قبل هذه الدول أو بمساعدتها.

ما هو سر القدرات الأمنية السورية على التعامل مع هذه الحالات في مثل هذه الظروف الصعبة والمعقدة لأن العدو واحد لجهة الإيديولوجية، ولكن له فروع  وجهات واتجاهات متشعبة ومتعددة تلتقي على هدف واحد بالرغم من اختلاف طرائق عملها أو تنفيذها

يقول نائب مدير المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح:

رغم محاولات الشيطنة لعمل أجهزة الأمنية السورية في وسائل الإعلام المعادية، إلا انها بقيت الحصن الأول في الدفاع عن أمن الوطن والمواطن، وساهمت عبر أنشطتها الاستخباراتية وخبرتها التاريخية في تقديم كل المعلومات المطلوبة لعمل وحدات الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب على الأرض السورية، وتحولت إلى رقم صعب وأحد أكثر أجهزة الأمن الدولية خبرة ونجاعة في مكافحة الإرهاب، وأصبحت بمثابة بنك كبير للمعلومات حول الإرهابيين تطمح أغلب أجهزة الأمن الدولية للتعامل معه والحصول على معلومات منه.

ومن أبرز إنجازاتها الاستخباراتية:

            نجحت أجهزة الأمن السورية في إنهاء حرب الجواسيس والعملاء في العام 2013 المسماة بالياسمينة الزرقاء وضبط أجهزة إتصال وتنصت أميركية أطلسية تشكل رعبا للولايات المتحدة الأميركية، وإلقاء القبض على أدوات تلك العملية الأطلسية وإحباط عدة مخططات تجسسية في إيران وروسيا ولبنان مرتبطة بتلك العملية.

— كشف مخطط "أخشاب الجميز" الذي نفذته وحدة العمليات الخارجية في الجيش الأميركي "سوكوم" بالتعاون مع المخابرات السعودية لإمداد التنظيمات الإرهابية بصواريخ تاو ومعدات حربية عبر دول في شرق أوروبا.

— كشف مخطط تجسسي قبالة سواحل المتوسط وتفكيك وضبط وسائل اتصال مشفرة لغايات تجسسية إسرائيلية معادية ومن الإنجازات الأمنية السورية أيضا:

— إلقاء القبض وإحضار الخائن المنشق المقدم حسين هرموش من تركيا بعملية أمنية بالغة الدقة والتعقيد أربكت وأحرجت المخابرات التركية تصفية القيادي السعودي الشيشاني سامر السويلم وعشرات من أمثاله من الجنسيات السعودية والشيشانية والجورجية ممن مارسوا أبشع أنواع الإرهاب على الأرض السورية.

— إحباط عمليات تفجيرية إرهابية لتنظيم القاعدة عدة مرات في مناطق مختلفة في سورية آخرها على طريق حمص  طرطوس.

— إجهاض "معركة يا عباد الله اثبتوا" في ريف حماة الشمالي بعد رصد واستطلاع دقيق وتكفل الجيش العربي السوري بالقضاء على أعداد كبيرة بالعشرات من تنظيم القاعدة الإرهابي.

وأردف الخبير صالح:

يتسم العمل الأمني السوري بما يلي:

— الدقة بالتنفيذ والسرية التامة بالعمل

— البعد عن الضوضاء والصخب الإعلامي

— الولاء الشديد للوطن سورية

— الخبرة الكبيرة للجهاز الأمني في التعامل مع الملفات الإرهابية سّيما أن أجهزة الأمن السورية تصدت للإرهاب منذ ثمانينيات القرن الماضي في مواجهة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي فجر وقتل الأبرياء السوريين آنذاك.

وأضاف الخبير صالح:

التنسيق الأمني مع دمشق

هنالك حاجة ماسة وملحة للتنسيق الأمني مع دمشق خصوصاً من الدول الأوربية ومنها فرنسا وإيطاليا، بسبب الخوف الأوروبي من عودة الأدوات المهزومة إلى البلدان الأوروبية، ولكن هذا الأمر مرتبط باستراتيجية الدولة السورية أولاً، ومراجعة الدول الأوروبية لمواقفها في حصار الشعب السوري الجائر وإيقاف تلك الحكومات الأوروبية للمساعدة المباشرة للتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمة المطالبين بالتنسيق الأمني مع دمشق، المدير السابق لجهاز التنصت الفرنسي(DGRI) ورئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي برنارد سكارسيني (DCRT)  ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإيطالية الذي زار دمشق كما تناقلته وسائل الإعلام الدولية.

التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم