وشدد عون، على ضرورة عودة الحريري لمناقشة أسباب الاستقالة واتخاذ الموقف المناسب، مؤكداً أن الزوار أبدوا ثقتهم بمقاربة الرئاسة في استيعاب الوضع الراهن.
وشدد الرئيس اللبناني على أهمية تعزيز الوعي لدى اللبنانيين في مواجهة أخطار المرحلة الراهنة، منوهاً بوعي القيادات اللبنانية وتجاوبهم مع دعوات التهدئة مسجلاً الارتياح للمواقف الدولية وثقتها بقدرة لبنان على تجاوز الوضع الراهن.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت، في وقت سابق، عن "مسؤول كبير" في الحكومة اللبنانية، أن لبنان يعتقد أن السلطات السعودية تحتجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مضيفا أن بلاده تتجه لدعوة دول عربية وأجنبية للضغط على الرياض لإعادته.
وقال المسؤول اللبناني الكبير لـ"رويترز": "لبنان يتجه إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على السعودية لفك احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري، نحن نعتبر أننا لم نتسلم الاستقالة بعد وسعد الحريري لا يزال رئيس حكومتنا ".
من جهة أخرى أصدرت كتلة "الوفاء للمقاومة" في البرلمان اللبناني بيانا حول استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أيدت فيه موقف رئيس البلاد ميشال عون في مقاربته للإستقالة الملتبسة للحريري.
من هو المستفيد من حالة زعزعة الاستقرار في لبنان؟
يقول مدير مركز "دال" للإعلام في لبنان فيصل عبد الساتر في حديث لإذاعتنا:
أولا، علينا أن لا نصاب بالهلع نتيجة الذي حصل في لبنان، وما جاء على لسان الحريري من استقالة تحت الإكراه من قبل المعنيين أو أولياء امره في المملكة العربية السعودية، الذين أثبتوا مرة أخرى بأنهم يتعاطوا مع رئيس حكومة لبنان كموظف لديهم، وأنهم أجبروه على هذه الإستقالة، بعد أن يأسوا من عدم قدرته على مواجهة حزب الله في الداخل اللبناني،لتنفيذ أجندة معينة، كانوا ربما قد كلفوه بتنفيذها في الأشهر الأخيرة. وبالتالي ربما الحريري خرج عن طوع إرادة السعودية وتحديدا من قبل من له القول الفصل في المملكة بهذا السياق، وبالتالي حاولت السعودية رمي الكرة داخل الملعب اللبناني.
أولا، علينا أن نلتفت إلى مسألتين في غاية الأهمية، المسألة الأولى: السعودية أثبتت للعالم أنها تتدخل في لبنان بكل وقاحة وصلافة، بل أنها طعنت لبنان والطائفة التي تدين لها بالولاء على حساب الولاء الوطني للبنان.

ثانيا: هذه الإستقالة التي أريد لها أن تربك الواقع اللبناني، لاقت سدا منيعا على المستوى الوطني، وإن لم يكن بالمستوى المطلوب كما كنا نعول عليه، لكن على الأقل على المستوى الرسمي، من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والقوى المعنية، امتصوا هذه القضية بغض النظر عن البحث عن حيثياتها وقانونيتها ودستورية هذه الإستقالة.
ويتابع عبد الساتر قائلا: نحن نتحدث عن تلقف الكرة للوهلة الأولى، وبالتالي ما رمت إليه السعودية،أعتقد أنه حتى اللحظة لم تحقق شيئا بل على العكس، أضافت خسارة إلى خسائرها على مستوى إدارة السياسات الخارجية.
التفاصيل في التقرير الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي