ويعكس الفيلم، وهو من إخراج المخرجة نرجس أبيار، كيف يتقاطع الفن مع السياسة في إيران، سواء في الداخل أو في الخارج، إذ انتقده المتشددون، الذين وصفوا الحرب الإيرانية — العراقية من الناحية الدينية، بـ"أنها "الدفاع المقدس" للسلطة الشيعية من حكومة صدام حسين التي يهيمن عليها السنة".
وعلى الرغم من أن أول فيلم لنرجس أبيار "شيار 143" أو "تراك 143"، حصل على ثناء المتشددين، بسبب تركيزه على دور الأمهات خلال الحرب بين إيران والعراق، إلا أن فيلم "نفس" أثار اعتراضهم.
وقال رجل الدين المتشدد أحمد ألاملهودا: "يظهر هذا الفيلم بالضبط ما يريده أعداؤنا في الغرب".
بينما قدم الجنرال محمد رضا نجدي، وهو قائد كبير في الحرس الثوري شبه العسكري القوي في إيران، وجهة نظر مماثلة.
وقال نجدي: "إن الغرب ينشر بالفعل دعاية سلبية بما فيه الكفاية ضدنا، لذا يجب أن لا ندفع ضرائبنا على هذا الفيلم"، مشيرا إلى أن مؤسسة السينما "الفارابي" التي تديرها الدولة رشحت فيلم "نفس" لجائزة "أوسكار".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني وعد بزيادة مشاركة المرأة في السينما، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان تعهده ساعد على رفع المنافسين وفوز أبيار بترشيح "نفس".
ولكن أكدت المخرجة والكاتبة نرجس أبيار البالغة من العمر 47 عاما، أنها مازالت على ثقة من قوة الفن لسد الفجوات الثقافية والسياسية.
وقالت لوكالة "أسوشيتد برس"، في مقابلة أجريت معها مؤخرا: "إن السينما والثقافة والفن لا تعترف بأي حدود، بل أنها في الواقع تقرب البشرية معا".
وأشارت إلى أن "نفس" يركز على بطلة فيلمها "بحر"، وهي فتاة منطلقة، تربت هي وأشقائها بواسطة والدها المصاب بالربو، وبمساعدة من جدة الأطفال المتدينة.
ويظهر فيلم "نفس" التغيرات السريعة التي أصابت إيران بعد الثورة الإسلامية، وفيما بعد، مع سقوط صواريخ سكود، وغزو العراق لإيران، وبدء الحرب المدمرة التي دامت ثماني سنوات.
وتدور أجزاء من الفيلم في خيال "بحر"، لأنها تحاول أن تهرب من كل المعاناة التي حولها.
وتجدر الإشارة إلى أنه في العام الماضي، فاز المخرج الإيراني أصغر فرهادي بجائزة أوسكار للمرة الثانية عن فيلمه "البائع"، ولكنه رفض حضور حفل توزيع الجوائز بسبب حظر سفر الإيرانيين إلى أمريكا، بقرار من الرئيس الأمريكي ترامب.
ولا يزال غير واضحا، ما إذا كانت نرجس أبيار وزوجها قادرين على الحصول على تأشيرة لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، في شهر مارس/آذار، في ظل حظر ترامب للإيرانيين.
وعلى الرغم من أنها لم تتراجع عن انتقادها لقرار ترامب، إلا أنها أكدت أنها ستحضر هي وزوجها حفل جوائز الأوسكار إذا منحتا تأشيرات، مبررة هذا بقولها: "يجب أن نذهب إلى لغة تجمع بين الدول معا وليس لغة الكراهية أو لغة تخلق فجوة بين الدول، هذا أمر يحدث في الولايات المتحدة، وأرى أن مجتمع الفن لا يفعل ذلك".