وفي هذا الخصوص، أكدت مصادر مطلعة أنه وبعيدا عما ذكره نصرالله حول المخاطر التي ستترتب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن هذه المخاطر تندرج في الإطار السياسي والمعنوي، ولا ترتبط بتطورات عملية.
وأضافت المصادر أن الرد على الإعتداء السياسي لا يمكن أن يكون بفعل عسكري مباشر، أو بالمبادرة لتعديل قواعد الاشتباك أو توازن الردع على هذه الجبهة أو تلك، خاصة أن ما حصل لم يرتبط باحتلال أراض جديدة.
واعتبرت المصادر ذاتها أن المبادرة العسكرية للمقاومة، سواء أكانت اللبنانية أو الفلسطينية، يجب أن تحصل في حال كانت تملك القدرة على تغيير الوضع القائم في القدس أو في أي بقعة محتلة.
وسألت:
"هل المقاومة وصلت إلى هذه المرحلة من القوة؟ طبعا لا، ورغم كل التقدم والتطور الذي وصلت اليه حركات المقاومة في السنوات الأخيرة، غير أنها لا تزال في مرحلة الردع والدفاع وردة الفعل، من هنا تقتصر عملياتها العسكرية بالرد على عدوان أو بتثبيت قواعد اشتباك، وليس بالمبادرة لبدء حرب ردا على تطور سياسي ما".
وأكدت المصادر أنه حتى اللحظة، لا وجود لأي مشروع حقيقي متكامل، لدى أي من قوى المقاومة بما فيها "حزب الله" لتحرير القدس أو فلسطين، من حيث القدرات وقلب التوازنات.
وأضافت: "من كل ما تقدم، يبدو مفهوما الإطار الذي جاء فيه خطاب نصرالله، من حيث رد الفعل السياسي والشعبي على إعتداء سياسي له تبعات معنوية".
وختمت بالقول: قد يحصل التصعيد الخطابي خلال إطلالات نصر الله القادمة، وخاصة يوم الاثنين المقبل خلال التظاهرة التي دعا إليها "حزب الله" دعما للقدس، لأنه عندها لن يكون التصعيد رد فعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل في سياق التصعيد المعتاد ضد إسرائيل.