وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء 27 مارس/ آذار في مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان، على هامش مؤتمر دولي عقد هناك حول أفغانستان: "سنرد، دون أدنى شك، لا أحد يريد تحمل مثل هذه الوقاحة، ونحن بكل تأكيد لا نريد".
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن الابتزاز هو اللغة الأمريكية الوحيدة على الساحة العالمية.
وأوضح: "الابتزاز يعتبر الآن الأداة الرئيسية لواشنطن في الساحة الدولية، سواء أكان هذا الوضع متعلقا بقضية سكريبال، أم بالنسبة للمشكلة الفلسطينية، عندما يقول الأمريكيون مباشرة للفلسطينيين، إننا لن نمنحكم المال حتى توافقوا على تلك الفكرة التي لم نضعها بعد".
واعتبر الوزير لافروف، أن قرار عدد من الدول الغربية بشأن طرد دبلوماسيين روس، جاء نتيجة عملية ابتزاز وضغوط هائلة مارستها الولايات المتحدة على حلفائها.
وأوضح لافروف: "عندما يهمسون لنا ويطلبون منا مغادرة هذا البلد أو ذاك، فنحن نعرف على وجه اليقين أن ذلك نتيجة للضغوط الهائلة والابتزاز، الذي يعتبر الأداة الرئيسية لواشنطن في الساحة الدولية".
من جهة أخرى، اعتبر سفير روسيا لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، أن التبريرات الأمريكية التي تم على أساسها إغلاق القنصلية الروسية في سياتل، تكشف أن "قضية سكريبال" مجرد ذريعة لطرد الدبلوماسيين الروس.
وقال أنطونوف، إن "الإدارة الأمريكية أكدت بكل صراحة، أن إغلاق القنصلية العامة لروسيا جاء بسبب قربها من قاعدة الغواصات ومصنع حربي لشركة بوينغ"، وتساءل: ما هي إذن علاقة قضية العميل البريطاني سكريبال وابنته بغلق القنصلية الروسية؟.
ووفقا له، فإن حجم الأضرار وإعداد المعلومات والدعم الذي سبقه يشير إلى أنه "من المرجح أن قرار الإغلاق كان مخططا له مسبقا، وتم تأجيله للوقت المناسب".
وتابع السفير: "أن عدم وجود أي حقائق تؤكد اتهامات واشنطن ولندن لنا، لا يمكن إلا أن يثير الشكوك حول التنسيق الوثيق والتخطيط المشترك لما حدث ".
وأوضح الدبلوماسي الروسي: "المشاكل الداخلية التي تحاول واشنطن ولندن صرف الانتباه عنها بذريعة التهديد الروسي لن تختفي. فخصومنا بكل بساطة لا يحبذون رؤية روسيا القوية التي أظهرت قدراتها مؤخرا".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، الاثنين،عن طرد 60 دبلوماسيا روسيا بتهمة التجسس، وإغلاق القنصلية العامة الروسية في سياتل. وفي الوقت نفسه، لم يتم توجيه أي اتهامات لموظفي القنصلية العامة بالتجسس.
من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن موسكو مستعدة للعمل البناء مع واشنطن، لكن قرارها بطرد الدبلوماسيين الروس لن يبقى دون رد صارم.
وقال إن موسكو تدعو لندن إلى دراسة المواد الرسمية، وعدم إصدار تصريحات على الإنترنت عن موقف روسيا من قضية سكريبال، والتوقف عن تضليل المجتمع الدولي.
وأضاف ريابكوف أن "الشخصيات الرسمية البريطانية تواصل كلام هراء"، مضيفا: "أدعو زملاءنا في لندن الذين يتباهون دائما بأنهم دقيقون في تصريحاتهم أن لا يعتمدوا على أقوال أي شخص، فقط لأنه يحمل جواز سفر روسي، على أن تصريحه يمثل وجهة نظر موسكو الرسمية".
ودعا المسؤول الروسي البريطانيين وقياداتهم إلى "تحليل ودراسة المواد، التي نشرتها وزارة الخارجية الروسية بتمعن"، كما جدد دعوته إلى لندن بعدم تضليل البريطانيين والمجتمع الدولي، فهذا سلوك غير محترم".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي