منذ بداية الأزمة في سوريا لم تتوقف إسرائيل عن تصعيدها واعتداءاتها على مواقع الجيش السوري، وخاصة حين تتكبد الفصائل الإرهابية خسائر فادحة في هذه المنطقة أو تلك على كامل الجغرافية السورية، وقد استقبلت المشافي الإسرائيلية عشرات الجرحى من "جبهة النصرة" الإرهابية، وكان نتنياهو قد زار الجرحى الإرهابيين في المستشفيات الإسرائيلية، وذهبت إسرائيل إلى التصعيد ضد الدولة السورية من خلال عشرات الاعتداءات على مواقع مدنية وعسكرية سورية بالصواريخ والطيران، كان كل ذلك يهدف إلى تقديم المساعدة للتنظيمات الإرهابية التي كانت تتلقى ضربات قاتلة من الجيش السوري والحليف الإيراني والقوى الجوية الفضائية الروسية.
صرحت القيادتان السورية والإيرانية أن الاعتداءات الإسرائيلية لن تبقى دون رد.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، نفذت إسرائيل اعتداء ضد مواقع سورية وإيرانية على الأراضي السورية، كل ذلك جاء في نفس اليوم الذي زار فيه رئيس وزراء إسرائيل موسكو للمشاركة في الاحتفال بعيد النصر في التاسع من أيار.
وردا على الاعتداءات الإسرائيلية، نفذت القوات السورية ضربات صاروخية ضد مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، فيما استهدفت الطائرات الإسرائيلية بعشرات الصواريخ مواقع للجيش السوري، حيث تم إسقاط أكثر من نصفها حسب وزارتي الدفاع الروسية والسورية. بعد كل هذا التصعيد هل نحن على موعد مع حرب موسعة أو انتهى الأمر بتبادل الضربات الصاروخية؟
يقول العميد هيثم حسون: ازدادت وتير الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية خلال الفترة الماضية، وخاصة حين يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة إلى موسكو، ليوحي أن الاعتداءات تحظى بالموافقة الروسية، ولكن هذه الألاعيب الإسرائيلية مكشوفة بالنسبة للسوريين، وما حصل من عدوان صهيوني بالصواريخ مؤخرا على محيط مطار دمشق الدولي، تبعه رد صاروخي سوري فائق على القوات الإسرائيلية في منطقة الجولان السوري المحتل، لردع القوات الإسرائلية الصهيونية، وأيضا لأجل تغيير خطوط الاشتباك التي حاول القادة الصهاينة أن يفرضوها على الجانب السوري وحلفائه، والرد السوري على الضربات الإسرائيلية جاء حتى يعرف العدو أنه سيتلقى الرد المناسب على كل اعتداء، لذلك جاء الرد بهذا الحجم من قبل الجيش السوري على مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل تحديدا، كي لا يعطى الأمر مدلولا أكثر من حجمه، أي لا تنتقل العمليات إلى داخل مدينة دمشق، وبالتالي يضطر الجيش السوري للرد إلى داخل فلسطين المحتلة، وهذا ما أعلن عنه مصدر سوري.
جدير بالذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان عبّر عن أمله في طي صحفة العنف الأخيرة مع إيران على الحدود السورية، وقال: "آمل في أن هذه الفقرة انتهت وأن الرسالة وصلت إلى الجميع.
وتابع هيثم حسون: الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع سورية وليس إيرانية، والذي قام بالرد عليها هو الجيش السوري، والكيان الصهيوني سيكتفي بما حصل، فالقوات السورية تعرضت لضربة والقوات الإسرائيلية تعرضت لضربة انتقامية، وبالتالي سيبقى هذا الأمر ضمن هذا الحدود ولن يتوسع، أي أنه ضمن رسائل التهدئة يراد منها عدم تدحرج الأمور إلى حرب مفتوحة.
إعداد وتقديم: نزار بوش