في الوقت الذي مازالت فيه بعض الدول العربية، وخصوصا لبنان وسوريا، تطلق على النقود اسم "مصاري" في إشارة للعملة المصرية التي استخدموها أثناء الحكم المصري لبر الشام في عهد إبراهيم باشا، ومحمد علي باشا، قررت وزارة المالية المصرية، مؤخرا، تخليد العملات المصرية، بتأسيس متحف يضم الإصدارات التاريخية للعملات المصرية المتداولة منذ عام 1950 وحتى الآن.
ومن جهته قال وزير المالية محمد معيط، اليوم السبت 25 أغسطس/ آب، إن الوزارة حريصة على تخليد العملة المصرية التي تمثل تاريخ الدولة المصرية منذ العهد الملكي مرورا بثورة يوليو 1952 وحتى الآن، موضحا في بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، أن المتحف المقرر افتتاحه خلال أيام، يحتوي على مجموعة نادرة من العملات التذكارية، سواء التي تم سكها في مصلحة سك العملة بمصر، أو خارج مصر قبل تأسيس المصلحة، وتمثل بعض الشخصيات التاريخية الهامة المصرية والعالمية، مثل محمد علي والرئيس جمال عبد الناصر، وزعماء الدول العربية والإسلامية، كما توجد مجموعة أخرى من النقود تؤرخ للأحداث الهامة مثل حفر قناة السويس، وبناء السد العالي، وغيرها من المشروعات القومية الهامة في تاريخ مصر.
وعرفت مصر العملة الرسمية عام 1834، بحسب كتاب "فنون مصرية على العملات الورقية" للدكتور أشرف رضا، حيث أصدر وقتها السلطان محمد على، فرمانا يقضي بإصدار عملة مصرية، تقوم على نظام المعدنين الذهب والفضة، فكانت وحدة النقود قطعة ذهبية قيمتها 20 قرشا واسمها الريال الذهبي، وقطعة من الفضة ذات 20 قرشا أيضا تسمى الريال الفضة، وفي عام 1898 صدر أول بنك تجاري يمارس العمليات المصرفية في مصر، وهو البنك الأهلي ومنحته الحكومة امتياز إصدار النقد لمدة 50 عاما، وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1899 صدر أول جنيه ورقي، وظلت النقود المتداولة في مصر من عام 1899 إلى عام 1914 متأرجحة ما بين الذهب والجنيهات الإسترلينية بالإضافة إلى أوراق النقد المصري القابل للصرف بالذهب.
وأشار وزير المالية إلى أن المتحف الجديد يضم مجموعة من الأوسمة والقلادات والميداليات والدروع أهمها وسام الجمهورية من الطبقة الأولي، وقلادة الجمهورية، وقلادة النيل.
وعلى الجانب الآخر قال مستشار وزارة المالية، شريف حازم، إن المتحف يضم ركنا خاصا بالمحفظة الملكية للملك فاروق يضم الإصدار الأول رقم 1 من عدة عملات ورقية مصرية نادرة مثل الجنيه المصري ذو الجملين والذي يعتبر من الأوراق النقدية النادرة لهواة العملات.
وطرحت مصر عام 2005 الجنيه المعدني بدلا من الورقي، وتم منع التعامل بالجنيه الورقي في السوق المصري إلى أن صدر قرار من حافظ البنك المركزي الحالي بطبع العملة الورقية لفئة الجنيه مرة أخرى.
ولفت حازم إلى أن مصلحة سك العملة تستعد لإصدار عدد من العملات الخاصة بتخليد الأحداث التاريخية الهامة، مثل ذكرى مرور 100 عام على ميلاد الرئيس جمال عبد الناصر"15 يناير/ كانون الثاني1918"، و150 عاما على ميلاد طلعت حرب مؤسس بنك مصر"25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1576"، و 150 عاما على افتتاح قناة السويس"16 نوفمبر/ تشرين الثاني 1869"، و100 عام على تأسيس الجامعة الأمريكية عام 1919".