شريفة عبد المنعم، من محافظة الشرقية، شمالي مصر، تبلغ من العمر نحو 40 عاما، تقول إنها مستقرة في القاهرة منذ 25 عاما، ولجأت إلى العمل على التاكس منذ وفاة زوجها قبل 10 سنوات من الآن، وأنها قررت أن تصبح سائقة تاكسي بعدما لم تجد أمامها أي وظيفة يمكن أن تدر الدخل المناسب الذي، يكفيها الإنفاق على الأسرة، وذلك لكونها لم تحصل على شهادة تعليمية، تؤهلها للعمل في أي مجال.

تضيف في حديثها إلى"سبوتنيك" أن زوجها لم يكن له أي وظيفة محددة وكان يعمل في أي مجال يتقاضى عليه الأجر، اللازم للانفاق على الأسرة، وأنهم وجدوا أنفسهم أمام تحد كبير بعد وفاته نظرا لكونه لم يترك لهم أي مال ينفقون منه.
تعمل من السابعة صباحا وحتى الحادية عشر مساء، على التاكس حسب قولها للتمكن من الإنفاق على بنتها التي تدرس في كلية الألسن، وابنيها في دبلوم التجارة" تعليم متوسط"، وأخرى في الثانوية العامة، وجميعهم يحتاجون إلى مصروفات للجامعة والدراسة والعيش بشكل عام، وهو ما دفعها إلى العمل على السيارة الأجرة" التاكس" خاصة أن مالكه أعطاه لها طوال اليوم من أجل أن تعمل عليه، ويتقاضى النسبة المتفق عليها بينهم.
وتستطرد:
في أوقات كثيرة أتعرض للمضايقات من السائقين أو بعض الزبائن الذين يركبون معي، وفي إحدى المرات تطاول أحد الركاب، لكني قمت بضربه بيدي على وجهه، وشاهدني بعض السائقين فنزلوا من سياراتهم وقاموا بضربه أيضا، وتركته، يذهب دون أن أطلب له قسم الشرطة، أما فيما يتعلق بتعامل رجال شرطة المرور فلم يضايقني أحد بل على العكس يتعاملون معي بكل احترام نظرا لكوني امرأة ويشجعونني، كما أن بعض الزبائن يعطونني أكثر من الأجر المطلوب.

وفيما يتعلق بموقف الأهل من طبيعة العمل تؤكد أنهم لم يعارضوها وأنهم على العكس تماما أيدوها وشجعوها على ذلك، وأنها اعتمدت على نفسها بشكل كامل دون أن تمد يدها إلى أخ أو أخت أو جار، وأنها قررت أن تعوض ما لم تحصل عليه في التعلي في فتياتها اللواتي التحقت إحداهن بكلية الألسن والأخرى بالثانوية العامة تمهيدا لدخولها إحدى الكليات الكبرى.
تتابع أنها تعرف كافة الشوارع وإن ضاق بها الأمر تسأل أحد السائقين أو المارة، إلا أن بعض السائقين قد ينهرونها في بعض الأوقات حينما تقطع الإشارة عليهم أو تهم بالمرور من أمامهم.
وحول أحلامها تقول أن أكبر أمانيها أن يكون لها تاكس خاص بها، حتى تستفيد من كامل الدخل الذي يقسم بينها وبين مالك السيارة.