الملفت أن روسيا التي تقع تحت هذه الإجراءات التعسفية المتتالية والمتصاعدة دون انقطاع وفي كافة المجالات لم تتأثر بها قيد أنملة إلا بعض التأثيرات في القطاع الاقتصادي الذي استطاعت روسيا بجدارة الالتفاف عليه وتحويله إلى فرصة استثمرتها لصالحها في تدعيم التنمية في البلاد، ولو بشكل بطيء وعلى مراحل. طبعاً الحديث يطول هنا في حال دخلنا هذه التفاصيل، لكن على ما يبدو أن الولايات المتحدة تريد من خلال هذا الباب أن تحشر روسيا قدر الإمكان في الزاوية فما عسى روسيا أن تفعل؟
من هنا لابد من الإجابة على بعض التساؤلات البسيطة والعميقة بمضمونها ومنها:
مالذي حققته الولايات المتحدة من كل هذه الإجراءات التعسفية والقائمة على النكاية والعناد فقط؟
بالمقابل ماهي الأضرار التي لحقت بروسيا جراء هذه العقوبات بمختلف أشكالها بمافيها حزمة العقوبات الأخيرة؟
مالذي تضيفه حزمة العقوبات الأخيرة على كل ما تقدم منها في الفترة الماضية؟
ماهي الآلية المحتملة أو المطلوبة لتتفادى روسيا الأضرار المحتملة خاصة بعد التصعيد الأمريكي الأخير؟
يقول الخبير بالشأن السياسي والاقتصادي الدكتور فائز حواله بهذ الخصوص مايلي:
حقيقة الأمر ما تقوم به الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة تحت ذررائع غير مضبوطة إن صح التعبير، وتحت إتهامات غير مبررة وغير مؤكدة بالحقائق والقرائن التي تجعل التهمة ثابتة على روسيا غير مقبول، ولكن ماجرى أمس وهذه الهجمة الشرسة الغربية يمكن القول عنها على أٌقل تقدير بأنها إتفاقاً ضمنياً ما بين تلك الدول التي حاولت رفع الصوت في وجه روسيا، وجاءت من أجل تحقيق عدة أهداف سياسية بالدرجة الأولى ، رغم أن كل الإدعاءات الباطنة والمبطنة التي توجهت بالإتهام إلى روسيا بموضوع التدخلات والهجمات الإلكترونية التي قامت بها المخابرات العسكرية الروسية حسب زعمهم ، غير مبررة.
وأردف الدكتور حواله
هذه الهجمة بشكل خاص تقصد بها تلك الدول تشويه صورة روسيا في العالم، وهي تبرير داخلي لحكومات هذه الدول أمامم شعوبها على أن روسيا تشكل خطراً إلكترونيا وخطراً على أمنها القومي عندما تحاول التدخل في شأنها الداخلي وفي العمليات الإكترونية ، ولكن كل هذه الإتهامات والإدعاءات كما قلنا آنفاً غير مبررة وغير مرفقة أومقرونة بالدلائل القاطعة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، هذه الدول تحاول اليوم عرقلة روسيا في موضوع مكافحة الإرهاب تحديداً، لأن تصرفات يوم أمس بحق روسيا وفرض وعقوبات جديدة وبهذا الشكل، أتت نتيجة عدة تغيرات طرأت على الوضع في عملية مكافحة الإرهاب في سورية وتزويد سورية بمنظومة "إس-300" ما حد وقوض من حركة وإستباحة المجال الجوي السوري من قبل طائرات مايسمى بالتحالف الدولي.
اقرأ أيضا: الجيش الروسي يكشف إرسال واشنطن جرثومة خبيثة فتاكة إلى 10 دول
وإستطرد الدكتور حواله
وأضاف الدكتور حواله
اقرأ أيضا: الدفاع الروسية: يسانات أمريكا حول تطوير "الأسلحة البيولوجية" تتعارض مع المعاهدات
وختم الدكتور حواله بالقول
وبشكل عام هناك مؤشر مهم لهذه المتغيرات والتأثيرات، فاليوم التبادلات التجارية بين روسيا والولايات المتحدة لاتتجاو 17 مليار دولاراً بعد أن كانت 40 مليار دولاراً، وروسيا لم تتعامل بالمثل مع الولايات المتحدة في فرض عقوبات نظيرة، لكن الجواب كما جاء على لسان الرئيس بوتين في منتدى الطاقة الذي يعقد حالياً في روسيا، حيث قال: "دعوهم يفرضوا كامل عقوباتهم حتى نعرف كيف نتصرف. ما يعني أن روسيا لديها من الإمكانات الكافية في الرد بشكل قوي والذي يؤثر بشكل كبير على كل من يفرض عليها العقوبات، ولكن روسيا اليوم تتصرف على أساس أنها دولة عظمى لها مكانتها وإحترامها في العالم، على عكس الولايات المتحدة التي تخسر مكانتها وإحترامها يوماً بعد يوم وتبتز الجميع حتى أقرب حلفائها وتعاملهم بشكل سيء لاينم عن الإحترام لهم.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم