هذا وقد شنت القوات الإسرائيلية فجر اليوم، حملة اعتقالات في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، طالت 15 فلسطينيا عقب اقتحام قرية أبو شخيدم شمال غرب رام الله، وصاحبت الحملة مداهمات للمنازل والمحال التجارية لمصادرة كاميرات المراقبة خلال اقتحام لمدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية.
من لندن قال الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان إن الخطة الإسرائيلية واضحة للقضاء على حل الدولتين نهائيا ومحاولة حثيثة لضم الضفة الغربية والسعي لإبعاد الفلسطينيين للأردن في ظل حالة التطبيع العربي حتى أن رئيس الكنسيت قال إن حل الدولتين انتهى وهذا ما يتضح بعد نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس وهذا يوضح أنه لن تكون هناك فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار عطوان في تصريحات لبرنامج في العمق عبر راديو "سبوتنك" إلى أن:"
العمل لإيقاف بناء المستوطنات المتواصل هو وجود انتفاضة فلسطينية فطالما أن السلطة الفلسطينية مستسلمة ستستمر المستوطنات.. موضحا أنه منذ توقيع اتفاق أوسلو أصبح هناك أكثر من 80 ألف مستوطن في الضفة الغربية قائلا إنه من المؤكد أن تأتي الانتخابات الإسرائيلية في إبريل القادم بحكومة أكثر تطرفا من الحكومة الحالية وهذا ما يؤدي إلى مزيد من المستوطنات.
ومن القاهرة أشار الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية إلى أن الاعتقالات ليست جديدة ولكن هذه المرة ترتبط بالانتخابات الإسرائيلية القادمة والحكومة الحالية تتنافس مع أحزاب يمنية اخرى لذلك تسعي للحصول على أصوات على حساب الأحزاب المنافسة والتيار المتطرف من خلال هذه الاعتقالات..
وأشار غطاس إلى أن الجهود ا لمصرية تصطدم بحركة حماس فهناك اتفاق تم التوقيع عليه في عام 2017 ولكنهم عادوا وأنكروا التوقيع عليه وطالبوا بالعمل بما تم التوقيع عليه في عام 2011.. منوها أن حماس ترفض أي محاولات لرأب الصدع بين الضفة وقطاع غزة لأنها يبدو أنها مع ما يريده ترامب بفصل الضفة عن غزة وإقامة إمارتها المزعومة في غزة إلى جانب مصر.. مطالبا أن تقوم مصر بتغيير علاقتها بالقضية من وسيط إلى حكم لمعرفه من هو الذي يعطل المصالحة .
من جانبه أوضح واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهه التحرير الفلسطينية أن:"
إسرائيل حاولت استباحة كل الأراضي ومنها المدن الفلسطينية واستباحة كل ماله علاقة بالقضية لتكريس الواقع الذي تريده ومن خلال الاعتقالات والقضاء على كل ما يتعلق بالهوية الوطنية.. قائلا إن ما يحدث لن ينجح فهو تحضير للانتخابات الإسرائيلية القادمة في التاسع من نيسان إبريل القادم ومن خلال سعي الأحزاب المتطرفة التي تريد أن يكون الدم الفلسطيني وقودا لها.
مشيرا إلى أن الاستيطان غير شرعى ومخالف للقانون الدولي وما تقوم به إسرائيل من مصادرة الأراضي وقطع كل ما يشكل تواصلا هو السعي لعدم إقامه دولة فلسطينية مستقلة ومشيرا إلى أن إسرائيل لا تريد الحل بل أن يبقي الوضع كما هوعليه.
مؤكدا أن الصراع والانقسام الفلسطيني ومحاولة جر القضية الفلسطينية بعيدا عن هدفها هو الخطر ويؤدي إلى ضرب المشروع الوطني الفلسطيني ومثمنا في نفس الوقت دور مصر على طريق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.