حظيت الصور بتفاعل من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنا مع وصول وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس بين إلى بانكوك الخميس، لدراسة منح اللجوء للشابة السعودية.
حياة جديدة
رهف القنون ذات الـ 18 عاما، التي هربت من عائلتها السعودية، نشرت أول أمس الأربعاء تغريدة أخرى أعلنت فيها أنها بدأت حياة جديدة، وأنها حرة وقد أوصلت رسالتها للعالم.
وقالت:
أحبني على ثقتي بنفسي وقوتي وإرادتي، وها أنا بديت حياة جديدة وحُره وأوصلت رسالة للعالم
وأضافت: "العالم كله عرف عن وضع المرأة السعودية وعن وحشية وقمع الحكومة! رسالتنا يا بنات وصلت".
وتقيم رهف حاليا في فندق ببانكوك تحت رعاية مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي تدرس طلبها اعتبارها لاجئة قبل توطينها في أستراليا.
وهكذا أنقذ تويتر حياة الشابة السعودية
بالعودة إلى بداية القصة نجد دورا محوريا لمنصة التواصل الاجتماعي "تويتر" في ما حققته رهف في قضيتها إلى الآن.
إذ رفضت تايلاند دخول رهف البلاد لدى وصولها يوم السبت الماضي، حيث كانت تعتزم التوجه من هناك إلى أستراليا لطلب اللجوء.
فبدأت الشابة السعودية في نشر رسائل على حساب جديد على موقع تويتر لم يكن عليه يومها سوى 24 متابعا من منطقة الترانزيت في مطار سوارنابوم بالعاصمة بانكوك، قائلة إنها فرت من الكويت، وستكون حياتها في خطر إن هي أعيدت للسعودية.

في غضون ساعات، بدأت حملة على تويتر، وسرعان ما انتشرت عبر العالم، وخلال 36 ساعة عدلت الحكومة التايلاندية عن قرارها بوضع الفتاة في طائرة لتعيدها إلى أسرتها.
هاشتاغ #SaveRahaf
قالت رهف في أول تغريدة لها: "أنا الفتاة التي هربت إلى تايلند. أواجه الآن خطرا كبيرا لأن السفارة السعودية تحاول إجباري على العودة".
وأضافت: "أشعر بالخوف. أخشى أن تقتلني عائلتي"، الأمر الذي لم يكن من السهل على مستخدمي الموقع تجاهله.

انا الفتاة الهاربة من الكويت إلى تايلند، حياتي على المحك وأنا الان في خطر حقيقي اذا تم إرجاعي بالقوة إلى السعودية.#فتاه_تايلند
— Rahaf Mohammed رهف محمد (@rahaf84427714) January 5, 2019
— Nourah #saverahaf (@nourahfa313) January 5, 2019
انتبه المستخدمون لذلك وبدأوا بالتغريد على تويتر باستخدام وسم (هاشتاغ) بالإنجليزية #SaveRahaf. ولاحقا، ترجمت الناشطة المصرية-الأمريكية منى الطحاوي التغريدات إلى الإنجليزية وشاركتها مع مئات الآلاف من متابعيها.
“I have been detained in an airport hotel. I will be forcibly repatriated tomorrow to Kuwait and then Saudi. There is an airport person who constantly follows me. I can’t even ask for protection or asylum in Thailand. Thai police refuse to help me.” https://t.co/WrUsw9zPJj
— Mona Eltahawy (@monaeltahawy) January 5, 2019
بعد ساعات قليلة، لفتت التغريدات انتباه منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، وغرد نائب مدير المنظمة في آسيا والمقيم في بانكوك، فيل روبرتسون قائلا: "الشابة السعودية رهف محمد القنون ذات الـ 18 عاما محتجزة في مطار بانكوك بعد مصادرة جواز سفرها من قبل السعودية التي منعتها من مواصلة رحلتها إلى أستراليا. تريد أن تطلب اللجوء بسبب الخوف من أن تقتل إن أجبرت على العودة إلى الرياض. هي بحاجة الوصول إلى منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
18 year old Saudi woman Rahaf Mohammed Al-Qunun is being held at #Bangkok airport, her passport confiscated by #SaudiArabia which prevented her from continuing to #Australia. She wants to seek asylum, fears she will be killed if forced back to #Riyadh. Needs access to #UNHCR! pic.twitter.com/7yEGI1KKcb
— Phil Robertson (@Reaproy) January 6, 2019
الخوف والتوثيق المستمر
واصلت رهف تغريداتها عن كل دقيقة مرت بها أثناء محنتها، ارفقتها بمقاطع فيديو توثق كل ما كان يحدث معها في المطار، وقد أكسبتها مشاعر الخوف واليأس التي نقلتها عبر تغريداتها، تعاطفا ودعما كبيرين من قبل مستخدمي تويتر.

بدأ وسم #SaveRahaf بالانتشار، وبحلول منتصف يوم الأحد، اكتسب الوسم زخما حتى سجل نحو نصف مليون تغريدة وفقا لموقع تويتر.
ومع رفض رهف ركوب الطائرة، ومواصلة توثيق محنتها عبر تويتر، تضاعف عدد متابعيها ليصلوا إلى أكثر من 66.400 شخص.
اليوم رهف القنون آمنة وسعيدة، كما قالت أول أمس في واحدة من آخر تغريداتها بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أنها حصلت على صفة لاجئة، وبفضل براعتها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تمسك بزمام الأمور عبر الحشد لحملة قوية على الإنترنت.

خرجت من هذه المحنة بـأكثر من 133 ألف متابع على تويتر حتى الآن.
يذكر أن السفارة السعودية في تايلاند نفت عبر حسابها بموقع "تويتر"، تقارير قالت إن الرياض طلبت بتسليم الشابة السعودية، وقال بيان صادر منها:
السفارة السعودية في تايلاند تنفي جملة وتفصيلا تقارير عن طلب الرياض تسليم شابة سعودية تطلب اللجوء في تايلاند".
تحديث:
في وقت لاحق من اليوم الجمعة، حذف حساب رهف محمد من على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ولم تستطع "سبوتنيك" الوصول له.
وقالت الصحفية في هيئة الإذاعة الأسترالية صوفي مكنيل، والتي هي على اتصال مباشر مع رهف على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن الفتاة السعودية آمنة وفي حالة جيدة، غير أنها تبتعد عن تويتر لبعض الوقت، إذ تلقت "الكثير من التهديدات بالقتل".
So @rahaf84427714 is safe and fine. She’s just been receiving a lot of death threats. She will be back on twitter but for now she’s apparently having a short break
— Sophie McNeill (@Sophiemcneill) ١١ يناير ٢٠١٩