عندما يبدأ الأعداء لأي دولة بالعمل بشتى الوسائل والأدوات والأساليب على ضرب الداخل في أي مجتمع بهدف خلخلة بنيانه سواء أكان مستقرا أم كان مهتزا يكون الهدف الأول إضعافه لتحقيق الهدف الأساس ألا وهو التفكيك ومن ثم الإنقضاض على الهدف. غياب القانون وغياب القضاء والمحاسبة والردع والزمرة الفاسدة والتي تتسلط على الشعب وتقهره في لقمة عيشه وكرامته ومن معهم من العازفين والمطبلين والمزمرين للفساد دون أدنى صورة واضحة من وأين وكيف…!!!، إن كانت هذه الأحداث بقصد أوغير قصد هم بقلب بعضهم يكونون وحدة متكاملة تشكل مفتاح الكارثة ليحقق العدو هدفه في شل قدرة الدولة على المواجهة في حال كانت نية الإنقضاض مبيتة فعلا في مستقبل قريب.
دأبت المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها من قوى إقليمية ودولية في محاولاتها لضرب الجبهة الداخلية للشعب السوري بدءا من محاولات نشر النعرات القومية والدينية والطائفية لفرط المجتمع ولكنها فشلت، وحاولت زعزعة الإستقرار الداخلي بشتى الوسائل لقلب الشعب على الدولة والحكومة بحجة التقصير والفساد وعدم قدرة الدولة على تلبية حاجات الشعب، بالطبع لاينكر أحد أن الشعب السوري يلاقي معناة شديدة للغاية وأن هناك تقصير من بعض المؤسسات والوزارات يتخلله فسادا موجود في أي مجتمع قد يزداد ويتفشى في مثل هذه الظروف، لكن تبقى الجبهة الداخلية نواة صمود الدولة إنطلاقا من ترابطها وأهميتها في دعم الدولة والجيش ورفدهما في مواجهة الحرب الإرهابية ومحاولات زعزعة الاستقرار من خلال افقاد الشعب الثقة بنفسه والدولة وقدرته على مواصلة الصمود والتحكم بزمام أي مبادرة، فهل وصل الحال بالشعب السوري إلى طريق مسدودة أم أنه يتم تضخيم هذا الواقع إلى ما هو أكثر مما هي عليه الحال؟
في ظل الظروف الراهنة كيف يقرأ الخبراء أو الناشطين الحالة الداخلية السورية وهل وصلت فعلا حد الانفجار شعبيا؟
على ما يرتكز الشعب السوري في صموده وقدرته على متابة حياته الطبيعية في مثل هذه الظروف القاسية؟
أين تكمن مكامن الخلل التي قد تعرض الجبهة الداخلية للدولة للخطر في لحظة ما وكيف يمكن تجاوزها؟
كيف استطاعت الدولة السورية أن تحافظ على توازنها الداخلي وتحقيق الإستقرار الاجتماعي والاقتصادي طوال الفترة الماضية؟
هل يكفي أن تقوم الحكومة السورية وحدها بهذا العمل المضني أم أن هناك مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني أو منظمات مدعومة حكوميا ترعى شؤون الشعب جرحى الجيش والمتضررين من الحرب والأطفال الذين فقدوا ذويهم وغيرهم ؟
عن الحالة الداخلية للشعب السوري وهل وصلت إلى طريق مسدودة أو حالة ماقبل الإنفجار يقول الناشط في المجال السياسي والإجتماعي علي الموعي:
"في البداية نترحم على أرواح الشهداء والجرحى وكما قال القائد خالد حافظ الأسد الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وهنا إذا كان محور حديثنا عن صمود الدولة فهذا لا شك أنه يعود في البداية و النهاية إلى صمود الثالوث المقدس القائد والشعب والجيش،ولابد من الإشارة أيضاً إلى أن سوريا في تركيبتها الإجتماعية تختلف عن بقية البلدان فسوريا عمرها 10000 آلاف عام من الحضارة والإنسانية أفرزت إنسان واعي و مثقف وحر وحضاري، وقد يكون في بداية الحرب الكونية على سوريا قد إلتبس الموضوع على البعض وغرر بهم ولكن سرعان ما إكتشف هؤلاء حجم المؤامرة و لعبة الجيوبوليكتيك التي كانت تحاك لهم في غرف الصهيوعربية والأمريكية".
أما بالنسبة للقراءة الواقعية لصمود الدولة السورية ومدى صوابية المراهنة عليها يقول الموعي:
"قد يراهن البعض على شئ من هذا القبيل ولكن عندنا مثل يقول (تجوع الحرة ولا تاكل بثدييها)، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد ثمن الصمود أقل بكثير من ثمن الإستسلام، لذلك يشعر المواطن أن لكل شئ ضريبة وأنه مهما جاع أو وقع تحت الحاجة والعوز والفقر فهذه ضريبة حتمية في سبيل مواجهة العدوان بكافة أشكاله وأنواعه وفي شتى الظروف والحالات التي يمكن أن يمر بها ، لابد أن يكون هناك ثمناً في سبيل القضية السامية التي يحمل لوائها هذا الشعب هو والدولة، وهذه القضية اليوم لا يحمل لوائها سوى الشعب السوري و الدولة السورية ، والشعب السوري يعلم تماماً أنه يدفع الثمن أيضا من اجل أن يحظى بمستقبل يضمن له حقوقه وحقوق أبناءه في العيش الكريم وينعم بالأمن والإستقرار بعيداً عن الذل والهوان والتبعية ويأمل بمستقبل مشرق وواعد ومشرف.
فيما يخص المرتكزت التي يستند إليها الشعب السوري في صموده وقدرته على تحمل هذه الصعاب يقول الموعي:"قبل كل شئ على يرتكز الشعب السوري في تدعيم صموده وبقائه وإستمرار حياته على الإيمان بالله وبنفسه وبالنصر مدعوماً بإيمانه بالدولة والوطن، لقد دفع الشعب السوري حياته ودمائه ثمناً لهذا الصمود وإن دماء شهدائنا وجرحانا الأبطال لن تذهب هدراً ، نحن أصحاب حق، والحالة الإقتصادية رغم قسوتها لم تكن يوماً عبئاً كبيراً علينا فنحن البلد الوحيد الذي لم يقترض من البنك الدولي ولدينا سياسة الإكتفاء الذاتي، وومقدرة على تحقيق التوازن ومنع الخلل الخطر جراء سياسة الأمن الإقتصادي المتبعة بشكل دقيق ومدروس، وبالتاكيد أكرر أننا أصحاب حق وقضية محقة وكان الله عن الحق مدافعاً".
أما عن مكامن الخلل في مفاصل الدولة السورية وبين عامة الشعب فيرى الموعي أن:
"الخلل قبل كل شئ بالنفوس، وهذا ما أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد بقوله أن الأزمة أزمة أخلاق بالدرجة الأولى، فالبعض كالجراثيم التي تعيش بالأوساخ أو كالطحالب التي تتسلق على غيرها لتعتاش ،ولاشك أن المواطن عانى ويعاني من نقصان بعض السلع و المواد الأساسية وهذا ناتج عن الحرب على سورية وعن الحصار الإقتصادي الجائر الذي تفرضه الدول المعتدية علينا، ولكن على المقلب الآخر تصور أننا لم نعاني من نقص الدواء رغم كل ماجرى ، وكذلك إتخذت إجراءات لدعم الكثير من السلع الرئيسية كالخبز وغيرها من المواد الأساسية ونذكر هنا أيضا أن رواتب الموظفين لم تنقطع شهراً واحداً طيلة فترة الحرب، وهناك آلية متجددة لمكافحة الفساد والحد منه والقضاء عليه تدريجياً و العمل بشفافية "
أما بالنسبة لما يجري الحديث عنه لجهة تقصير في دعم أسر الشهداء ومعالجة جرحى ومصابي الحرب فيقول الموعي:
" على المستوى الداخلي نحن لدينا العديد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي تقوم بتقديم العناية اللازمة لأسر الشهداء والجرحى، منها على سبيل المثال بصمة شباب سورية وهي تعمل على رعاية أسر الشهداء وجرحى الحرب وتساعده على إجراء العمليات الجراحية والعلاج وهناك طبعاً مكتب متابعة خاصة يتابع شؤنهم وحل مشاكلهم ، وسوا ، سوريا قلب واحد وغيرها ،وجميعها لها مكاتب في جميع المحافظات السورية ، نحن ضمن إمكانياتنا وإمكانيات الفرق التي نعمل معها للعناية بأسر الشهداء والجرحى لانقصر، ولكن بعض الحالات لا تصلنا، وهذه مشكلة والبعض ينشرها على صفحات التواصل الإجتماعي، بعدها تنتقل بشكل إستعطاف على صفحات مغرضة،
وتابع الموعي:" أنا أتمنى من كل من له شكوى أن يأتي إلى مكاتبنا لنعالج له مشكلته ، وهنا نتحدث عن نشاط مؤسسات مدنية غير حكومية، أما بالنسبة للحكومىة السورية بالنسبة للشهداء لم تقصر مع أسرة الشهيد ذات نفسها فهي تؤمن لهم الوظائف والبعض حصل على منازل، والسيد الرئيس بشار الأسد من وقت لآخر يوّجه بتنظيم معسكرات دورية تضم ذوي الشهداء والجرحى وتقدم لهم المساعدات ضمن الإمكانات المتاحة ، والسيد الأولى أسماء الأسد بمؤسسة الأمانة السورية للتمنية تقوم بنشاطات واسعة جداً ضمن نطاق الجمهورية العربية السورية، دائما هناك حالات سلبية، ولكن نلاحظ أن الحالات الجماعية أغلبها يتم علاجها ونحن نواجه حالات سلبية محددة وليس حالات جماعية بهذا الخصوص".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم