وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة معهد مسك للفنون، إن مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض البندقية تهدف إلى تعزيز ثقافة البلاد وفنونها المختلفة.
ومضى إلى الاعتراف بأن وجود جناح في المعرض يجب أن يعكس جيدًا مكانة المملكة العربية السعودية السياسية والتاريخية والثقافية بين دول العالم الأخرى.
ويمثل معرض فينيسيا الدولي للفنون — أو بينالي فينس — معارض جماعية ومنفردة لفنانين عالميين بارزين وناشئين وكذلك الدول.
وحسب موقع "esquireme"، فإنه وفقًا لما قاله المنسق رالف روجوف، سيضم المعرض المركزي 79 فنانًا فقط، جميعهم أحياء.
Saudi Arabia will be taking part at the 58th International Art Exhibition 2019, to be held in Venice, Italy with a special pavilion on art in times of crises https://t.co/fNneShYV01 pic.twitter.com/bPcgXNq5ad
— Arab News (@arabnews) April 21, 2019
وسيتم تقسيمه في المنتصف مع عرضين — أحدهما في الجناح المركزي والآخر في أرسينال. وسيعرض كلاهما مجموعة متنوعة من الأعمال، لكن أحدهما سيركز على "عصر ما بعد الحقيقة" في عصرنا واستكشاف كيفية تعامل الفنانين مع ما يسمى بحركات "الحقيقة البديلة" و"الأخبار المزيفة" في عصرنا.
ويقال إن عنوان البينالي "May You Live in Interesting Times" يشير إلى قول صيني يتعلق بفترات من عدم اليقين والأزمات والاضطرابات.
ووفقا لروجوف، فإنه "في الوقت الذي يؤدي فيه النشر الرقمي للأخبار المزيفة و"الحقائق البديلة" إلى تآكل الخطاب السياسي والثقة التي يعتمد عليها، يجدر التوقف مؤقتًا كلما أمكن ذلك لإعادة تقييم اختصاصاتنا."
وضيف "لن يكون للمعرض الدولي الخامس والخمسين للفنون موضوع محدد، ولكنه سوف يسلط الضوء على مقاربة عامة لصنع الفن ورؤية الوظيفة الاجتماعية للفن كاحتضان لكل من المتعة والتفكير النقدي. يقدم الفنانون الذين يفكرون بهذه الطريقة بدائل لمعنى ما يسمى بالحقائق من خلال اقتراح طرق أخرى للاتصال بها ووضع سياقها".
58th Venice Biennale 2019 — TITLE #MayYouLiveInInterestingTimes
— U-in-U (@universesart) July 16, 2018
Today, Ralph Rugoff announced the concept of the 58th International Art Exhibition. More info, including the most complete list of pavilions so farhttps://t.co/h8XDqwwvVm#BiennaleArte2019 #VeniceBiennale2019 pic.twitter.com/kyuPmmVyVx
ومن جانبه قال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان إن مشاركة المملكة تأتي في ظل ما يحظى به المجال الثقافي من اهتمام ورعاية من الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، وما أصبح عليه من تطور ملموس في شتى جوانبه، أسهم في إبراز التراث والإمكانات والمكتسبات الثقافية الوطنية بشكل غير مسبوق.
وأكد أن من شأن هذه المشاركة التعريف بالثقافة السعودية وفنونها المتنوعة، حيث أن الإنتاج الثقافي للأمم والشعوب كان خير سفير عبر القرون الماضية، فضلاً عن أن الثقافة بمكوناتها كافة، تعـد لغة تواصل وأحد أهم الجسور بين الحضارات على مر التاريخ، مشيراً سموه إلى أن وجود معرض ثقافي سعودي في هذا المحفل يؤكد أهمية المكانة السياسية والتاريخية والثقافية للمملكة بين دول العالم.
ويعتزم معهد مسك للفنون إصدار كتيّب خاص يحمل عنوان "بعد توّهم" لتوثيق الحدث وتأكيد رسالة الجناح السعودي المُشارك، حيث يُستهلّ الكتاب بمقدّمة عن تطور الحركة الثقافية والفنية في المملكة العربية السعودية، والتطلعات المستقبلية التي تسعى إليها في هذا المجال، يلي ذلك استعراض لوجهة نظر عدد من المفكرين المحليّين والعالمين حول دور الخيال والوهم في فتح أبواب جديدة إلى المعرفة مستندين إلى شواهد من التراث والتاريخ العربي، وذلك من خلال عدد من المقالات حول هذا الموضوع، ومن بيّن المشاركين في الكتاب: الدكتور عبدالله الغذامي، والكاتب والفنان عبدالرحمن السليمان، والدكتورة لينا قطان.
إحتفالاً بمشاركة المملكة العربية السعودية الأولى في #بينالي_البندقية.
— Misk Art Institute | مسك للفنون (@miskartinst) May 23, 2018
ينظم #معهد_مسك_للفنون إفطار البندقية في أولى ليالي مهرجان العمارة. pic.twitter.com/Bxjdwgu8Vr
وجاء عنوان المعرض مستلهماً من وصف "زهير بن أبي سُلْمى" لحالته وهو يحاول التعرف على منزله بعد غياب قائلاً: "وقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً ** فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ".
ويتناول هذا العنوان المفهوم الرئيسي لمهرجان البندقية للفنون "العيش في أوقات مثيرة للاهتمام" من خلال انعكاسه على الثقافة السعودية، مُقدماً محاولة جادة للتأمل في قيمة "عدم اليقين" وقدرته على فتح أبواب جديدة لإدراك الذات والمقدرة على التحوّل والبقاء، إذ كثيراً ما تتم مقاومة الوهم في رحلة البحث عن "الحقيقة" لكنها أحياناً قد تكون سبيلاً إليها.