كابول — سبوتنيك. قال عضو المجلس الأعلى للسلام قربان علي فصيحي، الذي شارك في الحوار، لوكالة "سبوتنيك"، إن "النقطة الأهم والقائمة على أفكار وترسبات الماضي من زمن حكومة طالبان في تسعينيات القرن الماضي هي أن لا تتلخص الحكومة المقبلة مع قدوم حركة طالبان باسم الإمارة الإسلامية وتدار من قبل فئة واحدة بحد ذاتها، وقد تم التوصل لاتفاق بهذا الصدد على أن تتشكل حكومة وفقاً للقيم الإسلامية يتواجد فيها جميع القوميات التي تعيش في أفغانستان بشكل متساوي".
ويري فصيحي أن تغييرا إيجابيا قد طرأ على طريقة تفكير الطالبان، وقال إن "تغييراً إيجابياً طرأ على طريقة تفكير عناصر طالبان مختلفة عن النهج المتبع سابقاً على عهد حكومتهم السابقة، لكن ذلك لا يبدد نهائياً الأسلوب المتشدد الذي يتبعه بعض قادة الحركة حول قضايا معينة مثل طريقة التعاطي مع الحضور العسكري الأجنبي في أفغانستان أو الفصل بين الجنسين في المدارس والجامعات".
وأوضح فصيحي رأيه "في إحدى الجلسات انبرى أحد أعضاء وفد طالبان للحديث عن حقوق المرأة مشيرا إلى أنهم لا يعارضون دراسة وعمل المرأة ما دامت ضمن إطار القيم والثوابت الإسلامية، وتطرق إلى وجوب الفصل بين الطلاب والطالبات في الفصول الدراسية، لكنها كان وجهة نظر شخصية والجميع لم يؤمنوا بها، اعترض عليها البعض ولم يتم التوافق عليها".
لكنه يعود ويرصد جدلا حول إدراج مادة خاصة بحقوق الأقليات الدينية، حيث يقول "هذا الأمر اختفى كليا عندما تحول المشاركين للبحث بخصوص حقوق الأقليات الدينية"، ويروي عضو الوفد الأفغاني أن "حقوق الأقليات لم تدرج على مسودة البيان الختامي، وخلال المناقشات في القاعة الرئيسية أصرت ممثلة طائفة الهنود السيخ على إثارة الموضوع".
من جانبها، وصفت الممثلة عن طائفة الهنود السيخ أنار كلي هنريار، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، جلوس ممثلين عن الأقليات والجيل الشاب مع مندوبي طالبان على طاولة واحدة وجهاً لوجه بـأنه "إنجاز".
وقالت هنريار "يجب إثارة قضية حقوق المرأة والأقليات الدينية في البيان الختامي، لأنهم الجزء الأضعف من المجتمع وتعرضوا لكثير من الخسائر في الظروف المؤسفة".
وتفضل ممثلة طائفة الهنود السيخ الأفغان التعامل بواقعية وعدم الإفراط في التفاؤل مع التطورات على صعيد عملية السلام مشددة على أنه "لا يمكن إيجاد حلول لـ 18 عاماً من الصراع في غضون يوم أو يومين".
ويتطلع الأفغان ومعهم طالبان لاقتناص الفرصة الذهبية والإجماع الدولي والإقليمي الموجود لتحقيق السلام والاستقرار في بلادهم عبر استمرار الحوار الداخلي بين الفرقاء على يؤدي ذلك لبدأ المفاوضات المباشرة بين الحكومة والحركة في أقرب وقت ممكن بعد التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان.
وعلى الرغم من عدم تحديد المشاركين في مؤتمر الدوحة زمان ومكان جولة الحوار المقبلة، إلا أن هناك حديثا غير رسمي عن عدة خيارات من ضمنها أفغانستان والنرويج وأوزبكستان مع إبقاء الباب مفتوحاً لإبقاء الأمور على ما هي عليه واستضافة الدوحة المشاركين مرة أخرى.
ولدى سؤالنا عن وجود تهديدات من أطرافاً ترغب بإفشال عملية السلام الأفغاني، قال فصيحي "لم نشهد ذلك بشكل واضح.. هناك قلق بأنه إذا لم نتابع مسيرنا بدقة ربما تطرأ مشاكل من مكان ما".
ولعل هذا ما يدفع أطراف النزاع للعمل بخلاف البروتوكول المعلن عنه والجلوس على طاولة واحدة، كما جرى عليه الحال في الدوحة هذه المرة عندما تفاوض مندوبو حركة طالبان التي لطالما رفضوا الحوار مع حكومة كابول وجهاً لوجه.
وعن ذلك قال عضو الوفد الأفغاني: "لقد شارك في المؤتمر مندوبين معروفين عن الحكومة الأفغانية، هم ذكروا ذلك وأعضاء طالبان كانوا على علم أيضاً، لكن لم تصدر عنهم رد فعل سلبي وهذه خطوة إيجابية لقبول الطرف الآخر".
واختتم مؤتمر الحوار الأفغاني — الأفغاني فعالياته في ساعة متأخرة من يوم أمس الاثنين بإصدار بيان مشترك من 8 بنود، تؤكد على خفض أعمال العنف والحفاظ على أرواح المدنيين والمؤسسات العامة، والدعوة لإجراء مفاوضات مباشرة بين الأفغان.