فقد قتل ثلاثة أشخاص على الأقل من أفراد قوات الأمن ومدني، جراء ثلاث هجمات متفرقة تقذها مسلحون في العراق، كما أن أربعة مدنيين أصيبوا بانفجار عبوتين ناسفتين بالتعاقب شرقي بغداد، بعد ذلك أصيب مدنيان اثنان بانفجار عبوة ناسفة جنوبي العاصمة بغداد.
فهل هذه التفجيرات بداية لعودة العنف إلى العاصمة بغداد؟ وهل تعد انعكاسا للتوترات التي تشهدها العملية السياسية العراقية؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج هموم عراقية على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي:
"إن المعطيات على أرض الواقع غير مطمئنة، وبالتحديد في الملف الأمني، وذلك بسبب الإسراف السياسي الذي يعد مغذيا للتنظيمات الإرهابية، فحالة الإرباك في إدارة الملفات والفوضى في الصلاحيات، يولد ثغرات يستغلها تنظيم "داعش"، فالأزمة السياسية تلقي بظلالها على الملف الأمني، حيث أن المعركة حسمت عسكريا مع التنظيم، لكن بقي التهديد الأمني، وما يؤسف له ان الحلول عندما تكون ضعيفة، فإنها تولد حالة إحباط وانكسار عند المجتمع المحلي، الذي كان هدفا استراتيجيا للتنظيم ويراهن عليه، باعتباره حاضنة له وملاذا أمنا، وهذا الإحباط قد يولد اللامبالاة في عودة التنظيم مرة أخرى."
وتابع الشريفي: "إن انشغال المنتظم السياسي يولد خللا في الإدارة، سواء في المؤسسة العسكرية او الأمنية، وهو ما يلقي بظلاله على المشهد الأمني، فضلا عن أن التصعيد مع الولايات المتحدة يفتقد الى قدرة إدارة الازمة، حيث يتم التصعيد معها من دون امتلاك البدائل، كل ما في الأمر يتم التصعيد تناغما مع المتطلبات الإقليمية، مع إن الأرضية في العراق رخوة جدا، لذلك تمتنع الولايات المتحدة عن معالجة بعض الثغرات الأمنية، رغبة في زيادة الضواغط على صانع القرار السياسي العراقي."
وأضاف الشريفي: "بعض المنتظم السياسي ما يزال يقع تحت دائرة الشك، في أنه مغذي وداعم للإرهاب من جهة، ومغذي وداعم للفساد من جهة أخرى، والإرهاب والفساد جناحي لطائر شؤم يحلق فوق العراق، فالمنتظم السياسي مخترق، والبعض منه متهم في دعمه للإرهاب والأخر الفساد."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون