قال زيد بن كمي الكاتب والمحلل السياسي السعودي باتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، إن الحوثيين "لم يصدقوا في جميع مبادراتهم منذ عام 2004 وليس من الآن، لذلك عندما يقدمون مبادرة، يتم النظر إلى ما فعلوه في المبادرات السابقة، ولو عدنا بالذاكرة قليلا إلى مبادرات الأردن والكويت والسويد أو في الظهران بالسعودية، جميع تلك المبادرات لم يلتزم بها الحوثيون رغم التزام الحكومة اليمنية الشرعية".
وطالب بن كمي بتحرك دولي لإنهاء الوضع في اليمن، لأن "التحالف يراعي الناحية الإنسانية ولم يقدم الحرب فقط لليمنيين وإنما قدم لهم أموالا ضخمة ومساعدات في كل القطاعات سواء التعليمية أو الطبية أو البنية التحتية، وفي الجانب الآخر لم يقدم الحوثي سوا التعنت لأنه يجد من يدعمه في هذا التعنت".
وأكد المحلل السياسي أن الحوثيين إن كانوا بالفعل جادين ويريدون السلام والمشاركة في الحكم والحكومة، فعليهم أن "يلقوا السلاح ويذهبوا إلى صناديق الاقتراع، فلا يقبل في أي من دول العالم أن تحمل السلاح وتشارك في حكم دولة، هل يريد الحوثيون القبول بهم كما هو الحال بالنسبة لحزب الله في لبنان الذي يملك من القرارات مالا تملكه الحكومة اللبنانية، هل يمكن أن يكون قرار الحرب بيد حزب العمال في بريطانيا وليس بيد الحكومة".
وحول أحداث عدن قال بن كمي، ما قام به المجلس الانتقالي أمر غير مقبول وكأنه "نوع من الانقلاب الذي قام به الحوثيون، نظرا لأن هناك حكومة ومشروع دولة، فإن كان الجنوبيون يريدون العودة إلى حلم الدولة الجنوبية الذي يتحدثون عنه، هناك مشروع لدولة اتحادية يشمل الجميع، لكن أن يثار الأمر بهذه الطريقة فهو غير مقبول، فكيف تحارب الحوثيين وتقوم بالاشتباك مع الحكومة".
وكان الحوثيون قد تقدموا بمبادرة لوقف إطلاق الصواريخ الباليستية من جانبهم تجاه العمق السعودي بعد الضغوط الدولية التي تعرضوا لها في أعقاب قصف مصافي النفط الكبرى التابعة لشركة "أرامكو" والتي كادت تتسبب في كارثة عالمية، وهو ماردت عليه السعودية بالرفض وشن العديد من الغارات الجوية على مواقعهم.