لسنوات عديدة، أنشأت الولايات المتحدة خطوطًا قوية مضادة للغواصات كان من المفترض أن تضمن اكتشاف جميع الغواصات الروسية التي تقترب من الساحل الأمريكي. في المحيط الأطلسي، هذا هو خط فارو الأيسلندي الذي يمتد بين بريطانيا وأيسلندا وغرينلاند. هذه هي المنطقة التي يوجد بها نظام الكشف عن الغواصات. تم القيام بشيء مماثل في المحيط الهادئ، لكن الخط الذي لا يمكن تخطيه والذي استثمر فيه عشرات المليارات من الدولارات كان من الممكن تخطيه بسهولة.
تحدث اللواء البحري المتقاعد، عضو أكاديمية العلوم العسكرية، فلاديمير دودكو، في برنامج "التقرير الخاص" على قناة "زفيزدا" الروسية، عن تفاصيل الرحلة الفريدة للغواصة النووية كي-492، والتي أنجزت، تحت قيادته عام 1982، شيئًا لم يكن أحد قادرًا على القيام به حتى تلك اللحظة - تخطى بهدوء الخط المضادة للغواصات الأمريكي في المحيط الهادئ واقترب من شواطئ أمريكا .
وقال دودكو: "إنه كان بالنسبة لأسطول غواصتنا كاكتشاف أمريكا جديدة. حتى الآن، لم يكن لدى غواصاتنا مثل هذه القدرات للوصول سرا إلى القواعد الرئيسية للولايات المتحدة. لكن هذه الرحلة أظهرت فرصًا جديدة تمامًا".
علاوة على ذلك، لعدة أيام، لم يتم العثور على كي-492، بالقرب من قاعدة الأسطول الأمريكي.
وأوضح دودكو: "أولا، عندما بدأت مجموعات السفن في البحث عنا، كنا نذهب إلى الأخاديد تحت الماء. ثانيا – كنا نغير مكاننا بسرعة، غيرنا موقعنا. وثالثا، بالطبع، حولنا الغواصة إلى جسم صامت تماما".
ووفقا له، اكتشف الطاقم غواصة كانت تغادر القاعدة ودمرها بشكل افتراضي ثم واصل مراقبتها.
وأضاف اللواء السابق: "هذا يعني، أولاً، أننا حرمنا تغطية جميع التشكيلات الحاملة من القوى النووية الاستراتيجية. وثانيا - أننا دمرنا الغواصة الوحيدة بالأسلحة النووية فور خروجها من القاعدة. وبالتالي، فإن فكرة وجود قاعدة غواصات جديدة قد فقدت فعاليتها. كان عليهم اتخاذ القرارات: إما نقل هذه القاعدة أو إنشاء خطوط جديدة للدفاع".
