ما خطر إعادة كتابة التاريخ من أجل مصلحة السياسيين؟

وستنتهي الفعاليات التذكارية هذا الأسبوع بإحياء الذكرى الـ76 لتحرير لينينغراد من الحصار الفاشي، وفي هذه الأيام يقوم المؤرخون بالتنبيه من خطر إعادة كتابة التاريخ.

قال مؤرخ الهولوكوست في متحف "ياد فاشيم" في إسرائيل آرون شنير، لـ"سبوتنيك": "من جهة أخرى هناك مؤرخون في أوروبا الشرقية لا يريدون معرفة حقيقة ماضيهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحرب العالمية الثانية وبالتعاون مع النازية".

وتابع شنير: "يقوم عدد من الدول الآن باختيار أبطال مناسبين لمجموعة معينة من السكان، وكل أوروبا تقريبا لديها مشكلة في تسييس ذاكرتها التاريخية، وبالأخص كما أعتقد، هذا يتعلق ببلدان أوروبا الشرقية، التي تقوم بتزوير تاريخها، وليس لديها الرغبة في التعامل مع التاريخ بشكل موضوعي، وتسوية الحسابات مع الاتحاد السوفيتي، فمن المحزن أنهم يفضلون أن ينسوا أن الجيش الأحمر هو الذي حرر هذه البلدان من ألمانيا النازية ومن النازيين".

ولاحظ المؤرخ، أنه من الغريب أن وارسو رفضت دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاحتفال بالذكرى 75 لتحرير معسكر أوشفينتز، على الرغم من أن الجيش السوفيتي هو الذي حرر المعسكر.

وبصدد العلاقات بين روسيا وبولندا وسبب تزوير التاريخ قال الباحث في معهد التاريخ الروسي بالأكاديمية الروسية للعلوم، ألكساندر ديوكوف، لوكالة "سبوتنيك"، "تقوم السلطات البولندية الحالية بالعمل المستمر لتدهور العلاقات مع روسيا، بما في ذلك من الناحية التاريخية. 

ولخص الخبير الروسي: "كما تستخدم بولندا حقيقة أن معسكر أوشفينتز يقع على أراضيها كأداة للتحكم بالشخصيات الرسمية المدعوة إلى الحدث التذكاري، وهذا أمر محزن للغاية والشيء الأكثر حزناً هو محاولة تحويل حدث مهم لكل من الشعب البولندي والروسي والإسرائيلي إلى أداة تسييس".

بدوره، علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستياء شديد على حقيقة محاولة إعادة كتابة التاريخ خلال اجتماع عقد في سان بطرسبورغ في 18 يناير/ كانون الثاني.

وقال الرئيس الروسي ردا على ذلك "سنغلق الفم القذر الذي يفتحه بعض القادة... من أجل تحقيق أهداف سياسية فورية، وسنغلقه بمعلومات أساسية حقيقية".