وكان سلامة قد حذر من تداعيات انهيار الهدنة في ليبيا، معربا عن قلقه من تحول الصراع في ليبيا إلى حرب إقليمية خصوصا في ظل تدخل أطراف خارجية.
وتعليقا علي هذا الموضوع، قال عضو مجلس النواب الليبي، سعيد امغيب، إن: "استقالة المبعوث الأممي غسان سلامة، تأتي بسبب شعوره بالفشل بعد أن عجز عن تجميع أطراف الصراع في ليبيا ، مضيفا أن رفضه لمخرجات مجلس النواب كان فيه انحياز واضح لحكومة الوفاق الوطني ولتيار الإسلام السياسي ، مؤكدا أن انحياز سلامة لحكومة السراج لم يكن جديدا حيث سبقه في ذلك المبعوث السابق إلي ليبيا مارتن كوبلر.
وانتقد، امغيب، سلامة خلال حديثه لراديو "سبوتنيك" بسبب غضه الطرف عن أفواج المرتزقة السوريين والإرهابيين الذين يأتون لليبيا عبر مينائي مصراتة وطرابلس وكذلك الأسلحة التي تتدفق إلي ليبيا والطائرات
من جانبه قال المحلل السياسي، محمود إسماعيل، "إن غسان سلامة قدم استقالته بعد فشله في تنفيذ الوعود التي أطلقها لحل الأزمة الليبية، مشيرا إلي أن الليبيين يتجهون لوضع معايير بدلا من وضع شخصيات، كما اقترح أن يضع المعايير شخصيات لها ثقل علي مستوي العالم ومن إفريقيا أيضا.
وأكد إسماعيل أنه من الصعوبة تحقيق المسارات الثلاثة، حيث لم يكن هناك وضوح من المجتمع الدولي ولم يكن هناك الزام، كما أن بعض الدول لازالت مترددة ومصالحها متضاربة، بالإضافة لاستمرار الخروقات علي الأرض، وبالتالي هناك صعوبة في البدء بالمسار السياسي ما لم يتم حسم المسار الأمني، مؤكدا أن هناك قصفا شبه يومي علي مطار معيتيقة وكذلك هناك هجوم شبه مستمر من قبل قوات الجيش الليبي المتمركز على تخوم طرابلس.
وأرجع المحلل السياسي، عبد الله الكبير، استقالة غسان سلامة إلي خيبة الأمل التي مني بها سلامة من المجتمع الدولي لعدم تقديم الدعم الكافي لخطته الثلاثية للمسارات العسكرية والاقتصادية والسياسية، حيث لم يكن هناك ضغط حقيقي من المجتمع الدول كما وعده، مضيفا أنه نتيجة لذلك لم تكن الأطراف الليبية منخرطة بشكل جدي في الحوارات التي تهدف لحل الأزمة.
وأكد، الكبير، أنه في ظل عدم وجود مبعوث أممي يحاول أن يقرب المسافات بين الأطراف الليبية ،فإن الوضع سيزداد تعقيدا في ليبيا خاصة أن تعيين مبعوث أممي جديد قد يستغرق بعض الوقت ومن المستحيل أن تتقارب أطراف الأزمة دون وجود وساطة.
إعداد وتقديم: دعاء ثابت