وبعد أيام من فرض الأردن لحظر تجوال على المواطنين، أعلن رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، أنه سيتم فتح المحال الصغيرة في الأحياء بدءا من أمس الأربعاء، وستبدأ الأسواق الكبيرة خدمات التوصيل بدءا من اليوم الخميس.
إجراءات التخفيف
وقال الرزاز:"نضع خطة شاملة وجدولاً زمنياً لتزويدكم باحتياجاتكم الأساسية، وابتداء من الأربعاء وبشكل مباشر من قبل البقالات ودكاكين الأحياء مع فتح المجال أيضاً لخدمة التوصيل من محلات التوصيل الكبيرة للأغذية ابتداء من الخميس".
وأضاف: "غداً سنبدأ بفتح البقالات الصغيرة ومحلات المواد التموينية الأساسية من خضار وفواكه ومخابز وصيدليات ومحلات تزويد المياه بعد استكمال جاهزيتها ويمكن أن تفتح من العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً".
وشدد الرزاز على وجوب أن "يصل المواطن إلى هذه المحال الأربعاء على قدميه وبشكل منفرد وبتباعد بين الشخص والآخر لا يقلّ عن متر ونصف، وذلك يقتصر على المواطنين بين سن الـ16 وسن الـ60".
إلى ذلك، حذر من أنّه "إذا رأينا مشاهد تدافع مرة أخرى كتلك التي رأيناها الثلاثاء سيتم إغلاق المحال أو المنشآت التي تحدث فيها تجاوزات"، مشيراً إلى أنّ السلطات "ستستمر بمنع حركة المركبات منعاً باتّاً".
ظرف طارئ
نضال الطعاني، عضو مجلس النواب في البرلمان الأردني، إن "الحكومة الأردنية اتخذت إجراءات صارمة لحظر التجوال، لكن الكثير من المواطنين لم يكونوا مدركين جيدًا طبيعة الإجراء، لذلك لم يستعد الأردنيون بشكل كاف لهذا الظرف الاستثنائي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "المواطنين لم يمروا من قبل بظروف مباشرة، لذلك لم يتخذوا احتياطاتهم اللازمة بشأن توفير السلع والمواد الغذائية، والطبية وغيرها من الأشياء الضرورية للبقاء في المنزل دون خروج".
وأكد أن "المواطن الأردني استجاب بشكل كبير لحظر التجوال، ولتعليمات الشرطة، عدا بعض الخارجين عن القانون وتم التعامل معهم، ويمكن الآن تخصيص وقت للتسوق مع تطبيق إجراءات قانونية قوية للوقاية، خاصة فيما يخص مسألة التباعد بين المواطنين متر ونصف على الأقل أثناء التسوق".
تخفيف المواطنين
من جانبها قالت الدكتورة نادية سعد الدين، الباحثة الأردنية في العلوم السياسية، إن "الحكومة أعلنت عن بعض الإجراءات والتي لا تعني وقف حظر التجول المستمر حتى اللحظة، ولكن لتخفيفه من أجل إمداد السكان باحتياجاتهم الأساسية".
وأضافت في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الإجراءات الحكومية جاءت بعد تجربة تزويد المواطنين بالخبز في المنازل، بعد أن فشلت في بعض المحافظات بالمملكة، ولذلك سمحت للمواطنين بالتزود بالمواد الأساسية للمنازل".
وتابعت: "في المقابل وضعت الحكومة العديد من القيود أمام حركة التنقل، والتي لن تكون عبر الحافلات والسيارات الخاصة، بل مشيًا على الأقدام، وكذلك حددت الساعة السادسة مساءً، ليفرض بعدها حظر التجوال بشكل كامل".
وأكدت أن "القانون يطبق بقوة، وتم احتجاز 400 سيارة خاصة، والقبض على أصحابها وتحرير مخالفات لهم، وكذلك تنتشر عناصر الشرطة والجيش أمام المحال الآن لمنع التكدس، والحفاظ على المسافات بين المواطنين".
إجراءات سابقة
وكانت الحكومة فرضت حظر تجوال اعتبارا من السبت الماضي وحتى إشعار آخر، وذلك في إطار إجراءات اتّخذتها لمواجهة جائحة فيروس كورونا.
ومع استمرار حظر التجول بدأت 190 حافلة تابعة لأمانة عمّان، الثلاثاء، بتوزيع الخبز على المواطنين داخل أحيائهم السكنية، التي شهدت أحياناً تجمهراً وتدافعاً. كما بدأت شركات بتوصيل مياه الشرب والأدوية للمواطنين إلى منازلهم.
وكانت السلطات حذّرت من أنّ مخالفة حظر التجوّل، الذي دخل الثلاثاء يومه الرابع، قد تؤدّي بصاحبها إلى الحبس الفوري لمدّة قد تصل إلى سنة.
من جهته، قال ناطق إعلامي باسم مديرية الأمن العام في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إنه تم "القبض على 1657 شخصاً خرقوا أوامر حظر التجوّل وتم تحويلهم إلى مراكز التوقيف التابعة للقوات المسلّحة".
يذكر أن وزير الداخلية سلامة حمّاد قال الاثنين إن "المخالفين لحظر التجوّل سيخضعون للحجر الصحي لمدة 14 يوماً، ثم ينالون عقابهم وفق القانون"، مشيراً إلى تخصيص "أربعة مراكز إصلاح وتأهيل جديدة لمن يخالف قرار حظر التجوّل".
