ومنذ انطلاقها انضم الكثير من الأطباء والصيادلة والمهندسين والشخصيات العامة للمبادرة، والتي أعلنت أنها تهدف إلى تعزيز جهود القطاع الصحي في رفع سعة وكفاءة غرف الرعاية المركزة وذلك بتصنيع 5000 جهاز PB 560 باستخدام التصميمات التي أتاحتها شركة Medtronic العالمية، وذلك بعد إنتاج نموذج تجريبي و إجازته من وزارة الصحة.
وأعلنت المبادرة أن الجامعة البريطانية في مصر ممثلة في مركز دراسات النانو تكنولوجي التابع لها وافقت على أن تكون المستشار العلمي للمبادرة، ووضعت كافة موارد المركز البشرية تحت تصرف المبادرة، وأن أساتذة من المركز يقومون بفحص جميع ملفات شركة ميدترونيك، وكتابة تقرير مفصل عن الوضع.
خطوات أولية
وتعلن المبادرة دائما عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن الوظائف التي تحتاج إليها للتطوع بالعمل، وأغلبهم من الأطباء والمهندسين، وهو ما لقى استجابة واسعة في مصر.
مسار الإنتاج
ويقول فريق عمل المبادرة إنه يرى أن العمل على إنتاج جهاز تنفس صناعي Ventilator لابد أن يكون هدفه إنتاج جهاز مدعم بتكنولوجيا إلكترونيات و ميكروبروسيسور متطورة لديها القدرة على إعطاء بيانات فورية خلال المجسات الإليكترونية (Sensors) عن حالة رئة المريض، وبالتالي يتم ضبط الجهاز فورا على حسب تطور الحالة، ولهذا السبب وضعت المبادرة فكرة العمل على الجهاز الذي وفرت تصميماته شركة ميدترونيك العالمية هدفا لها.
وتضيف المبادرة "قام الفريق الفني للمبادرة خلال الأيام الماضية بالعمل على فحص ودراسة كل التصميمات وقوائم المكونات التي أتاحتها شركة ميدترونيك بدقة، ودراسة مدى توافر تلك المكونات في السوق المحلية والعالمية وأسماء الموردين والأسعار".
وأشارت إلى أن هناك مسارين لتصميم أجهزة التنفس، الأول "تنفيذ تصميم شركة ميدترونيك كما هو بدون أي تعديلات مع سرعة شراء المكونات لكل عدد الأجهزة المطلوب إنتاجها حيث أن المكونات الإلكترونية التي تم وقف إنتاجها ما زالت موجودة في الأسواق العالمية بكميات محدودة لكنها كبيرة".
أما المسار الثاني، يتمثل في "استبدال المكونات الإلكترونية الموقوف إنتاجها بمكونات حديثة الإنتاج مختلفة قليلا في الوظائف وأكثر تطورا مع إجراء جميع التعديلات المطلوبة على نظام التشغيل المدمج (embedded system)".
تطورات أخيرة
من جانبه يقول الدكتور روبرت بطرس، المتحدث باسم المبادرة، إن "المبادرة تواصلت بشكل مباشر مع شركة ميدترونيك للاستفادة من خبراتهم في صناعة هذه الأجهزة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "جهود فريق العمل مستمرة في التواصل مع الشركات والمصانع الوطنية، من بينها مصانع الجيش والقطاع العام والخاص من أجل تنفيذ الأجهزة في مصانعهم، بعد الانتهاء من الخطوات التحضيرية".
وأكد بطرس أن "قبل انتشار كورونا كانت مصر تعاني من عجز بنسبة 30% لأجهزة التنفس، وهو ما قد يفاقم الأزمة بعد انتشار جائحة كورونا، الأمر الذي دفعهم للتفكير في هذه المبادرة".
وأشار إلى أن "شركة ميدترونيك رفعت حقوق الملكية عن أجهزة التنفس الصناعي، وأطلقت التصميمات للجميع، ويحاول الفريق نسخ الجهاز".
وبشأن التواصل مع الجهات المصرية الحكومية، قال: "قمنا بالتواصل مع الحكومة على كل المستويات، وتحصلنا على وعود بسبب عدم الانتهاء من وضع التصور النهائي، وحين الانتهاء سيتم التعامل مع كافة الجهات بشكل رسمي".
ولفت إلى أنه "بحانب الجامعة البريطانية التي أعلنت دعم المبادرة، أعلنت نقابة المهندسين المشاركة، ومد المبادرة بكافة الموارد البشرية من المهندسين للمساهمة في إنتاج الأجهزة".
وبسؤاله عن الموعد المتوقع لخروج أجهزة التنفس للنور في مصر، قال: "من الصعب التحديد، هناك عدة موديلات من أجهزة التنفس، لكن جائحة كورونا تحتاج للجيل الرابع والخامس، الأمر الذي سيستغرق وقتًا أكبر، لطبيعة وحساسية هذه الأجهزة، والتي يجب أن يتم إنتاجها بإتقان حتى لا تزهق أرواح المصريين".