تحذيرات من تدهور أسعار "غرب تكساس" تحت الصفر مرة أخرى لعدة أسباب

© Sputnik . / Victor Filatov / الانتقال إلى بنك الصورالنفط
النفط - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
انتعشت أسعار النفط الأمريكية مرة أخرى لتتخطى الصفر، اليوم الثلاثاء.

انتعاش الأسعار جاء بعد يوم واحد من انتهاء العقود الآجلة لشهر مايو/ أيار بأسعار سلبية للمرة الأولى في التاريخ، في ظل احتمالات من تكرار الأزمة مرة أخرى حال استمرار نفس الظروف دون السيطرة على الوضع.

مشاعل الغاز من منصة إنتاج النفط في حقول نفط سوروش - سبوتنيك عربي
بعد انهيار السوق الأمريكي... ما الذي ينتظر البلدان العربية المصدرة للنفط؟
وفي وقت سابق من اليوم انخفض مؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية، اليوم الثلاثاء.

وهبط نيكي 0.96 في المئة إلى 19479.83 نقطة في حين نزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.84 في المئة إلى 1420.33 نقطة.

الانهيار التاريخي لسعر برميل النفط الأمريكي، جاء خلال تعاملات الاثنين، بأكثر من 306%، مسجلا أدنى مستوى في تاريخه، حيث بلغ سعر البرميل 37.63 دولار تحت الصفر.

بعض الخيارات التي يطرحها الخبراء للسيطرة على الأسعار هي وقف الإنتاج لشهر كامل، بهدف استخدام المخزون الاستراتيجي لدى الدول التي وصلت إلى أقصى سعة تخزينية، ما سينعكس بالإيجاب على الأسعار وعمليات التسليم، ويمنع تكرار أزمة الأثنين 20 أبريل نيسان التاريخية.  

من ناحيته قال الدكتور راشد أبانمي رئيس مركز دراسات الطاقة في السعودية، إن أزمة كورونا تتحكم بشكل كلي في أزمة الطاقة الحالية.

تراجع الطلب

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن النسبة التي كانت مستخدمة في  العالم وهي 100 مليون برميل يوميا انخفضت إلى نحو 50 مليون برميل يوميا.

وأوضح أن التعامل مع أزمة كورونا وتأثيرها على الطاقة كان باستخدام المعايير الطبيعية مع العرض والطلب، في ظل استمرار تراجع الطلب، كما فاقم الأزمة زيادة الإنتاج التي حدثت خلال المنافسة على الحد الأعلى من الإنتاج في حين تراجع الطلب للحد الأدنى.

وتابع أن مشتري النفط بالعقود الآجلة يستلمون النفط في الأسبوع الأخير من الشهر السابق لموعد كل تسليم، وأن زيادة  المخزون في المخازن دفع نحو عرض النفط مجانا.

العقود الآجلة

تراجعت أسعار العقود الآجلة لشهر مايو/ أيار، والتي انتهت صلاحيتها اليوم، دفع المتداولون لبيعها بشكل سريع، ومع ذلك فإن عقود تسليم شهر يونيو/ حزيران لم تسلم من الخسائر وتراجعت بنسبة 13% إلى 21.80 دولار للبرميل، حتى الآن، فيما يتوقع الخبراء تعرضها لنفس أزمة عقود مايو/آيار في وقت التسليم.

وبحسب أبانمي أن الخزانات العالمية امتلأت، وأن الطاقة التخزينية في الصين على سبيل المثال نحو مليار برميل وصلت لحدها الأقصى كما كل الخزانات العالمية.

تكلفة بقاء البرميل على السفن العائمة يمكن أن تصل إلى نحو 6 دولارات في اليوم، وهو ما دفع المتداولون للتخلص منها مجانا أو تحت الصفر.

وأشار إلى أن تأثير العقود الحالية على العقود الآجلة، وأن المضاربين يخشون أن يقعون في نفس الأزمة التي حدثت الإثنين 20 إبريل وقت التسليم، فيما يتعلق بـ"غرب تكساس".

فيما يتعلق بخام برنت فإن الوضع يختلف بشأن عملية التداول، حيث يستخدم معيار البرنت في الأسعار ومحطات التسليم التي تجرى في أكثر من نقطة، ويستبعد أن يصل إلى ما وصل إليه "غرب تكساس" بشأن عملية التخلص من الخام في نقطة محددة.

ترامب خلال المؤتمر الصحفي اليومي لخلية الأزمة الأمريكية بشأن جائحة كورونا 15 أبريل / نيسان 2020 - سبوتنيك عربي
بعد انهيار الأسعار... ترامب يعد بخطة لإنقاذ شركات النفط والحفاظ على الوظائف
وفيما يتعلق بمصير الأسعار خلال الفترة المقبلة، أوضح أبانمي أن الأزمة الراهنة المتعلقة بكورونا لن تجدي معها الإجراءات العادية التي كانت تتخذ في السابق.

حلول غير تقليدية

ويرى أن مواجهة الأزمة تتطلب استخدام الحلول غير التقليدية ومنها وقف الإنتاج لشهر كامل من جميع الدول، وذلك بهدف استخدام المخزون لدى جميع الدول.

فيما قال الدكتور محمد الصبان المستشار النفطي الدولي، إن الأجواء الحالية تشهد تخمة في المعروض وأن الولايات المتحدة تعاني مثلها مثل غيرها من دول العالم من زيادة المعروض مقارنة بالطلب الذي تدهور بشكل كبير جدا.

ويرى في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن زيادة المعروض ضغط على الأسعار خاصة في ظل المخزون الكبير المتوفر لدى جميع الدول.

إجراءات أوبك

الإجراءات التي اتخذتها أوبك في السابق يراها الخبراء غير كافية، لكنهم أيضا يؤكدون أنه ليس بوسعها أكثر من ذلك.

وفي هذا الإطار شدد الصبان على أن "ما قام به تحالف أوبك بلس غير كاف لسحب الفائض من السوق النفطية، وكان من المفروض أن تنضم إلى هذا التحالف في تخفيض إنتاج النفط كل من أمريكا والنرويج وكندا والبرازيل إلا أنهم إلى الآن لم يقوموا بذلك وبقيت أمريكا تتذرع بأن إنتاجها سينخفض بشكل تلقائي دون تعهد.

ودعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحكومة الفيدرالية إلى التوصل لطريقة لمساعدة صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، تزامنًا مع الضغوط المتواصلة على الأسعار في ظل القيود الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا.

تحركات أمريكية

وقال ترامب في تغريدة له عبر "تويتر"، اليوم الثلاثاء: "لن نخذل صناعة النفط والغاز الأمريكية العظيمة أبدًا. لقد أمرت وزير الطاقة ووزير الخزانة بصياغة خطة ستوفر الأموال بحيث يتم تأمين هذه الشركات والوظائف المهمة للغاية لفترة طويلة في المستقبل". النفط فيه فائض كبير بين ما هو موجود كمخزون تجاري لدى الشركات الأمريكية، أو مخزون عائم في البحار القريبة من شواطئ الولايات المتحدة.

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала