وكان لهذا الفريق إسهام لا يقدر بثمن في صد العدوان الذي شنته ألمانيا النازية على روسيا عام 1941، ودحر الغزاة. ومن أبرز أعضاء الفريق الشابة أنّا موروزوفا.
المهمة الخطرة
وعملت موروزوفا في إحدى القواعد الجوية التابعة للجيش الأحمر حين داهم العدوان وطنها وبدأت الحرب في 22 يونيو/حزيران عام 1941. وفي اليوم التالي قدمت موروزوفا طلبا لإرسالها إلى جبهة القتال. وقوبل طلبها بالرفض. وبعد مضي بعض الوقت اقترح عليها ضابط لم تعرفه من قبل أن تقوم بمهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر في نفس المطار بعد أن يحتلها الغزاة الفاشيين.
23 мая 1921 года в деревне Поляны Калужской губернии родилась Анна Афанасьевна Морозова,руководитель подпольной интернациональной организации в поселке Сеща,боец разведывательной группы Джек,Герой Советского Союза (посмертно).https://t.co/DnQGFEFcoO pic.twitter.com/2Cv9mkOtQB
— О Героях И Наследии ☭ (@constantine_fed) May 23, 2020
وبقيت موروزوفا في موقع عملها. ووجدها المحتلون فتاة تسيطر عليها الريبة ولا تحوم وراءها أي شبهة. وبدأت تعمل في المطار الذي تواجدت فيه طائرات ألمانية كثيرة مهمتها الإغارة على العاصمة موسكو.
وجمعت موروزوفا مختلف المعلومات عن القوات الاحتلالية وأرسلتها إلى قيادة الجيش الأحمر بواسطة شرطي السلطة الاحتلالية كونستانتين بوفاروف، وهو ضابط المخابرات الروسية ورئيس الفريق الاستخباراتي الذي عمل في بلدة سيشا التي عاشت فيها موروزوفا.
ثم تولت موروزوفا رئاسة الفريق الاستخباراتي بدلا من بوفاروف الذي قتل في حادث انفجار لغم. وظلت تقوم بمهمتها حتى سبتمبر/أيلول 1943 عندما حررت القوات الروسية بلدة سيشا. وكانت الشابة وقتذاك في الواحدة والعشرين من عمرها.
مواصلة الكفاح
وقررت موروزوفا أن تواصل الكفاح ضد المعتدين وتصبح عاملة لاسلكي. والتحقت بالدورات التدريبية. ثم ضُمت إلى فريق "جيك" وحصلت على لقب "البجعة".
وفي 26 يوليو/تموز 1944 طار الفريق إلى معقل النازيين في إقليم بروسيا الشرقية. ووُجد في هذا الإقليم أحد مقرات قائد الرايخ الثالث (ألمانيا النازية) أدولف هتلر، ومقر قيادة القوات البحرية الألمانية. وحفل الإقليم باستحكامات الدفاع. ونجح فريق "جيك" بجمع معلومات قيمة عن أحد أهم معاقل النازيين.
البرقية الأخيرة
وفي 20 يوليو/تموز 1944 تعرض هتلر في مقره إلى محاولة الاغتيال. وكثفت قوات الأمن النازي وجودها في المنطقة. وخيم خطر الاكتشاف على فريق "جيك".
وتمكنت موروزوفا من النجاة، وقضت ثلاثة أيام، متجولة في الغابة إلى أن التقت أعضاء في فريق استخباراتي آخر يقوده النقيب تشيرنيخ، وانضمت إليهم.
الإصابة
وفي اليوم التالي اكتشف الألمان الفريق الذي انضمت إليه موروزوفا، وأصابتها إحدى رصاصاتهم. ورفضت الجريحة أن تبقى في أقرب قرية حتى لا يتعرض سكانها للخطر. ولأنها لم تستطع التحرك فإن أعضاء الفريق تركوها في المخبأ الذي أسرعوا بصنعه. إلا أن الكلاب المدربة عثرت على مخبئها في وقت سريع. واقترح جنود الأمن الألمان عليها أن تسلم نفسها إليهم. لكنها رفضت واستمرت في إطلاق النار دفاعا عن النفس حتى الرصاصة الأخيرة. وعندما أصبح الأعداء على مقربة مباشرة منها فجرت نفسها بالقنبلة اليدوية.
وبعدما نُقل جثمانها إلى أقرب قرية أمر ضابط قوات الأمن الألمانية جنوده بالسير أمام القتيلة تقديرا لشجاعتها وبسالتها. ولاحظت قناة "زفيزدا" أن الشابة الباسلة رحلت قبل ساعات من حلول عام 1945 الذي شهد انتصارا نهائيا على المعتدين على وطنها.