الحرب الوطنية العظمى
وبدأت ألمانيا عدوانها على روسيا من دون أن تعلن الحرب. وسرعان ما وضح أن ألمانيا شنت الحرب الكاملة. ولم تر روسيا مفرا من بدء حربها المعروفة باسم الحرب الوطنية العظمى.
وداهم العدوان الألماني المباغت قوات حرس الحدود في غرب الاتحاد السوفيتي. وتمكن المهاجمون من اختراق حدود الدولة والتوغل إلى أراضيها ليهاجموا قوات الجيش الأحمر المرابطة في غرب البلاد.
وقالت هيئة أركان الجيش الأحمر في بيان لها في الساعة العاشرة من 22 يونيو: "إن الألمان أغاروا في الساعة الرابعة من صباح 22 يونيو دون مبرر، على مطاراتنا ومدننا بينما عبرت قواتهم البرية حدودنا.. وأغارت نحو 60 طائرة معادية على مدينتي غرودنو وبريست في الساعة الرابعة صباحا. وفي الوقت نفسه فتحت مدفعية العدو النار على طول حدود الجبهة الغربية. ومنذ الساعة الخامسة واصل العدو غاراته الجوية المتتالية على مدن كوبرين وغرودنو وبيلوستوك وبريست وبروجاني".
وتمكن المهاجمون بفضل العدوان المباغت من تدمير عشرات الطائرات للجيش الأحمر حرقا في المطارات. إلا أن بعض وحدات القوات الجوية السوفيتية تمكت من إطلاق طائراتها لتهاجم القوات الألمانية المعتدية في حين تمكنت قوات الجيش الأحمر من شن الهجمات المعاكسة في بعض الأماكن.
وبحسب مخابرات الجيش الأحمر فإن "العدو زج في 22 يونيو بـ50 إلى 52 فرقة في المعركة". ومثلت الفرق التي تم الزج بها في المعركة في 22 يونيو نحو 30 في المائة من إجمالي القوات الألمانية المنتشرة على طول حدود الاتحاد السوفيتي.
قرار الحكومة
وواصلت القوات الألمانية هجومها في اليوم التالي. وإزاء مواصلة العدوان قررت حكومة الاتحاد السوفيتي إنشاء هيئة القيادة العامة لتدير شؤون البلاد وقواتها المسلحة في زمن الحرب. وكانت "القيادة العامة" هي التي صنعت جميع القرارات الاستراتيجية منذ يوم 23 يونيو 1941 حتى نهاية الحرب في 9 مايو/أيار 1945. وكانت "القيادة العامة" تعقد اجتماعاتها في قصر الكرملين أو في أحد المباني في شارع كيروف، ولم تغادر العاصمة موسكو أبدا.
المقاومة العنيفة
ورغم أن الجيش الأحمر اضطر إلى التقهقر أمام زحف آلة الحرب الألمانية القوية إلا أنه قاوم الغزاة بشكل عنيف حتى أن الألمان فهموا في وقت سريع أنهم يواجهون لأول مرة "عدوا خطيرا" بحسب قائد القوات البرية الألمانية الجنرال فيلدمارشال فالتر فون براوخيتش.
وقبل ذلك احتلت ألمانيا العديد من البلدان الأوروبية بسهولة.