وكانت قوات ألمانيا النازية التي اعتدت على روسيا والجمهوريات السوفيتية الأخرى في 22 يونيو/حزيران 1941، قد وصلت في بداية ديسمبر إلى مشارف موسكو. وتبعد قرية نيفيدييفو، التي جعلها الغزاة المعتدون نقطة انطلاق للهجوم النهائي على العاصمة الروسية، عن موسكو بـ22 كيلومترا.
الدبابة الوحيدة
وصدر للكتيبة الـ89 أمر بطرد الغزاة من قرية نيفيدييفو. وضمت الكتيبة حينئذ دبابة سالمة واحدة هي من طراز "كا في" ("كليم فوروشيلوف" وهو اسم وزير دفاع الاتحاد السوفيتي) بينما تواجد في القرية حوالي 20 دبابة ألمانية.
ولم تر الكتيبة، مع ذلك، مفرا من تنفيذ الأمر الصادر لها لإحباط هجوم على موسكو كان يجب أن تشارك فيه الدبابات الموجودة في القرية.
الهجوم الفجائي
وقرر قائد الدبابة الملازم بافل غودز مهاجمة الأعداء القابعين في القرية بشكل انفرادي.
وقاد بافل دبابته في 5 ديسمبر إلى طرف قرية نيفيدييفو. وفي هذه الأثناء قصفت مدفعية القوات الصديقة طرف القرية الآخر، متسترة على الدبابة التي يقودها بافل. وأوقفت المدفعية عملية القصف عندما وصلت دبابة بافل إلى موقع محدد لتفتح نيرانها على الأعداء الذين لم يتوقعوا أن تستطيع أي دبابة روسية مهاجمتهم. ولم يصل الجنود الألمان إلى دباباتهم إلا بعد دقائق تمكن بافل خلالها من تدمير 3 دبابات معادية. وتمكن بافل من تدمير دبابتين ألمانيتين أخريين أثناء المعركة التي بدأت بعد أن دخل الجنود الألمان إلى دباباتهم. ودمرهما بافل قبل أن تصيب إحدى قذائف العدو برج دبابته. إلا أن الإصابة لم تمنع جنود الدبابة التي قادها بافل من مواصلة القتال. واستمروا في إطلاق النار على دبابات العدو حتى اشتعلت النار في 5 دبابات ألمانية أخرى. ثم بدأت مشاة الجيش الأحمر هجومها لتطرد الغزاة المعتدين من قرية نيفيدييفو والكثير من القرى الأخرى في ريف موسكو.
وهكذا تمكنت الدبابة الروسية الوحيدة من تدمير 10 دبابات معادية بينما لاذت 8 دبابات أخرى بالفرار.
