دلالته أيضا أن يوم 23 فبراير/ شباط يعتبر عيدا للجندي المدافع عن الوطن في روسيا وبيلاروس وأوكرانيا وفي عدة جمهوريات أخرى من الاتحاد السوفيتي السابق.
يحيي من يحتفل بهذا العيد ذكرى تشكيل القطعات الأولى من الجيش السوفيتي "الأحمر" عام 1918 ويحترمون من خدم في القوات المسلحة السوفيتية. يعتبر هذا اليوم عيدا رسميا في روسيا ويزور عادة الدبلوماسيون الروس المقيمون في صوفيا النصب التذكاري المذكور ويضعون أكاليل الزهور هناك في يوم هذا العيد.
يقع هذا النصب التذكاري على بعد ثلاث ساعات من العاصمة البلغارية صوفيا، وفي قلب جبال البلقان، يلتف طريق غير مستوٍ باتجاه قمة جبل بازلودزا، وهو مبنى إسمنتي عملاق يمكن رؤيته من بعد كيلومترات، ويستقر أعلى هضبة، ليبعث في قلب من يراه مشاعر مختلطة من الحماس والتوتر. وخُصص هذا المبنى في الماضي للحزب الشيوعي البلغاري، وأطلق عليه اسم "Buzludzha Monument." وتطل من أعلى برج المبنى نجمة حمراء كانت ترمز في الماضي إلى الشيوعية من ارتفاع 70 متراً. أما قاعدة المبنى، فهي نسخة عن صحن فضائي قد تراه في أحد أفلام الخيال العلمي القديمة.
ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، بدأ المبنى بجذب انتباه السياح وعشاق الاكتشاف، الذين يقطعون طريقاً مليئاً بالإطلالات الطبيعية الخلابة للوصول إلى النصب.
أما سبب اختيار هذا الموقع لبناء النصب فيعود إلى أنه المكان الذي اجتمعت فيه مجموعة من الرجال في عام 1891 لوضع أساسات حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في بلغاريا، الذي أصبح لاحقاً الحزب الشيوعي البلغاري. واستغرق بناء الصرح ثمانية أعوام، وافتتح في عام 1981.
واستُخدم البناء لاستضافة الاحتفالات الرسمية والمناسبات إلى أن انهار الاتحاد السوفيتي في عام 1989. وكانت سنوات قليلة من الإهمال دون صيانة كفيلة بتحويله إلى الحالة الرّثة التي يعيشها اليوم.
يغطي المبنى رسوم جدارية وعبارات مثل: "لا تنسوا ماضيكم" و"استمتعوا بالشيوعية." وأُقفلت مداخل المبنى لسنوات، لكن يستطيع بعض الزوار التسلل إلى داخل القاعة الرئيسية في المبنى، وحتى اليوم، لا تزال رسوم لوجوه قادة الشيوعية في العالم، كارل ماركس وفلاديمير لينين وفريدريك إنجلس، "تراقب" القاعة.
واليوم، يقف المبنى بما يضمه من رسوم موزاييك وقاعات وأسقف مزينة معرضة للتآكل مع الزمن، لكن، لا تزال الإطلالة الجميلة لهذا النصب على حالها، والتي تجعل كثيرين يجازفون بالدخول إلى المبنى لمشاهدتها.
Incredible photos by Stoyan Nenov. 'A team of restorers from five European universities is working against time and weather to protect one of the largest modernist mosaics in Europe, while Bulgaria decides on the fate of the controversial monument.' https://t.co/s71jCn1Gqp
— Justin Pickard (@jcalpickard) October 1, 2020
بعد حوالي 30 عامًا، يعمل فريق من المرممين من خمس جامعات أوروبية ضد الزمن والطقس لحماية واحدة من أكبر فسيفساء الحداثة في أوروبا.
تقف وراء هذه الخطة المعمارية البلغارية دورا إيفانوفا، التي حصلت مؤسستها على منح من مؤسسة جيتي الأمريكية لرسم خطة للحفاظ على النصب التذكاري المهجور وألواحه الفسيفسائية المعقدة المنحنية التي تصور الدعاية الشيوعية.
"يجب ألا ندمر كل ما تم إنشاؤه في فترات نحبها أو لا نحبها أو تكون مؤلمة ولكن على العكس من ذلك، يجب أن تكون موجودة لتذكيرنا، لمساعدتنا على التعلم من أخطاء الماضي"
قال البروفيسور توماس دانزل ، رئيس قسم الترميم في الجامعة التقنية في ميونيخ، وهو جزء من فريق الترميم: "إننا نحمي الفسيفساء من المزيد من التدهور".