كيف وصل سفير طهران وما الرسائل التي تحملها بشأن مستقبل الصراع في اليمن؟
توازن الردع
قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني اللواء عبد الله الجفري، إن وصول السفير الإيراني إلى صنعاء ليس خافيا على أحد، لأنه وصل على طائرة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعلم بهذا، حيث أن وضعنا اليوم تغير 180 درجة بعد أن انتصرنا واستطعنا تحقيق تقدم كبير على الأرض في ثلاث محافظات كبرى نتيجة ما وصلنا إليه من عملية توازن الردع بما لدينا من أسلحة إستراتيجية، الأمر الذي غير قواعد الاشتباك نتيجة القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير.
وأضاف لـ"سبوتنيك"، وكذلك ما حصل مؤخرا من إطلاق سراح الأسرى، والذي أكد على تفوق استراتيجية النفس الطويل التي عملنا بها خلال السنوات السابقة، ولا يخفى على أحد أن مدينة مأرب الإستراتيجية محاصره اليوم من قبل الجيش واللجان الشعبية من محاورها الأربع، الأمر الذي أزعج ما يسمى بالتحالف والمجتمع الدولي، لأننا انتقلنا من موضع الدفاع إلى موضع الهجوم، وأي انتصارات عسكرية تحقق مكاسب سياسية بشكل عام.
الأمر الواقع
وتابع الخبير الاستراتيجي، نحن من فرضنا الأمر الواقع بعد أن توقف الملف الإنساني لإطلاق الأسرى بعد التوقيع عليه في اتفاقية ستوكهولم منذ عامين في السويد، لذلك تحركت المياه الراكدة في الملف الإنساني بعد الانتصارات التي تحققت، والتي ترجمت باستقبال السفير الإيراني في صنعاء وإرسال السفير اليمني إلى سوريا، كما أن هناك تسريبات مؤكدة تقول أن قطر تدرس إرسال سفيرها إلى صنعاء.
وحول وصول السفير الإيراني إلى صنعاء عبر طائرة أممية قال الجفري، بكل تأكيد السفير الإيراني لم يدخل إلى صنعاء عبر التهريب من خلال الحصار المحكم من 6 سنوات وازداد إحكاما خلال الأشهر الست الماضية على المواد التموينية والمشتقات النفطية بعد مرور أسابيع طويلة على احتجاز الناقلات، لذا فإن وصول السفير الإيراني إلى صنعاء جاء نتيجة الانتصارات على الأرض والتضحيات التي قدمناها.
وأكد الجفري على الترحيب بكل من يريد أن يقدم لنا المساعدة، بشرط عدم تجاوز ثوابتنا الوطنية، وإذا كانت إيران تقدم لنا المساعدة فهم يتسلحون من إسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا، ومن حقنا أن نستورد التقنيات التي نريد وأن نصنع ونطور.
تغيرات على الأرض
وأضاف لـ"سبوتنيك"، أن سلطنة عمان لعبت دورا كبيرا في هذا الاتجاه، وربما التداعي القطري في إعلانه استقبال سفير أو ممثل "حوثي" في قطر، الوقائع العسكرية وطول أمد الحرب أعطى مساحة ونفس أكبر لتواجد "المليشيات" كقوة موجودة على الأرض، تريد أن تقتطع جزءا من الجغرافيا اليمنية في أي حوار سياسي، كمكسب لها نظير ما قامت به من انقلاب.
ورقة رابحة
وأشار رئيس مركز جهود، إلى أن وصول دبلوماسي من طهران إلى صنعاء هى خطوة مهمة وورقة رابحة بالنسبة لإيران، ساهم فيها تشتت الشرعية وفشل التحالف في جمع أطرافها على كلمة سواء واحراز تقدم عسكري في تعز أو مأرب، كل تلك الظروف من تأخر تنفيذ اتفاق الرياض والمناوشات العسكرية بين أطراف الشرعية من إصلاحيين ومؤتمريين وناصريين و اشتراكيين والمجلس الانتقالي والصراعات البينية، جميعها كانت متنفس أو أوراق مكتسبة إضافية "للحوثي" من غير جهد مبذول من جانبه.
اعتراف ضمني
وأوضح الشميري أن التداعيات السابقة بين أطراف الشرعية تبلورت نتائجها في فتح مطار صنعاء بكل حرية، بجانب تلقيه مزيد من الدعم الإنساني، بجانب الحصول على صفقة أسرى كانت رابحة، بالإضافة إلى الدخول في المشهد والحلول السياسية الكبيرة النهائي، أضف إلى ذلك شبه اعتراف من بعض من بعض الدول الخليجية وتعاطي من بعض الدول الغربية من خلال لقاءات في العديد من الدول الأوروبية مع سياسيين من صنعاء، كل هذا دفع إيران إلى أن تعلن بوضوح وصول سفيرها الجديد إلى صنعاء، وأصبح الأمر كأنه واقع على الأرض، وهذا ما أنتجته 6 سنوات من الحرب "بكل أسف".
الخارجية الإيرانية
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت الماضي، وصول سفيرها الجديد إلى العاصمة اليمينة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة في تصريحات لوكالة أنباء "فارس" إن:"سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية فوق العادة ومطلق الصلاحية حسن ايرلو قد وصل إلى صنعاء".
وأضاف زادة أن: "السفير الإيراني الجديد في صنعاء سيقدم قريبا نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني هشام شرف كما سيقدم أوراق اعتماده لرئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط."
الخارجية اليمنية
أدانت الحكومة اليمنية، أمس الأحد، ما أسمته بـ "قيام إيران بتهريب أحد عناصرها إلى الجمهورية اليمنية وتنصيبه سفيرا لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين)"، معتبرة ذلك مخالفة صريحة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216.
وقالت الخارجية اليمنية، في بيان وفقا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تبث من الرياض، إن "استمرار النظام الإيراني بانتهاج سلوك العصابات والمنظمات الإرهابية بتهريب الأسلحة والأفراد إلى الحوثيين يؤكد على عدوانية هذا النظام ونواياه الخبيثة تجاه اليمنيين".
ودعت خارجية اليمن، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "إدانة هذه الممارسات والانتهاكات الإيرانية غير القانونية وتدخلها السافر والمستمر في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية".
مكتب المبعوث الأممي
نفى مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس الأحد، أي دور أممي في نقل السفير الإيراني المعين لدى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، إلى العاصمة صنعاء.
وقال مكتب غريفيث، في تغريدة عبر تويتر، "ينفي مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن أي دور في نقل حسن ايرلو إلى صنعاء".
وحث المكتب الأممي الإعلاميين على "التأكد من المعلومات قبل نشرها عبر التواصل مع القسم الإعلامي للمكتب".