وتستعد الولايات المتحدة الأمريكية لانطلاق واحد من أصعب سباقات الرئاسة الأمريكية يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني بين ترامب وبايدن.
تؤكد كل استطلاعات الرأي، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الديمقراطي جو بايدن يتقدم بصورة كبيرة على منافسه الجمهوري الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
ويأمل بايدن أن تكون محاولته الثالثة هي الناجحة، بعد فشل محاولتي 1988 و2008، وفي حال انتخابه سيكون أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، 78 عاما.
حصل بايدن على أعلى تكريم مدني في الولايات المتحدة، حيث منحه أوباما وسام الحرية الرئاسي، ووصفه بأنه "أعظم نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق".
الصورة الأخرى
ويروج دوما ترامب لنفسه على أنه الولد المشاغب، إلا أن بايدن يروج لنفسه على أنه كان الفتى الملتزم ابن الطبقة الكادحة على عكس ترامب ابن الفئة الارستقراطية النيويوركية.
وولد جو بايدن في أسرة متوسطة كالثوليكية من أصول أيرلندية في 20 نوفمبر 1942، أي يبلغ من العمر 78 عاما.
ويحرص بايدن دوما الحديث عن والده الرجل الذي عاش حياة الفقر، وعمل في تنظيف الأفران وبيع السيارات المستعملة.
ويحاول دوما بايدن كسب تعاطف الشارع الأمريكي، بعدد المآسي التي تعرض لها طوال حياته.
ففي الوقت الذي كان فيه بايدن، أصغر سيناتور أمريكي في التاريخ عام 1972، إلا أنه زوجته نايليا وابنته ناعومي توفيتا في حادث سيارة.
وفي الوقت الذي كان فيه جو بايدن نائبا للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عام 2015، توفي ابنه بو، الذي كان يعمل مدعيا عاما في ديلاوير، عن عمر 46 عاما، بعد صراعه مع سرطان الدماغ.
بايدن المرن
ويمتاز بايدن، بحسب وكالة "فرانس برس" بأنه شخصية "مرنة" قادرة على خلق الصداقات، على عكس ترامب، الذي يمتاز بالعصبية التي تخلق من حوله المزيد من الأعداء.
ويمتاز بايدن بأنه الشخصية الديمقراطية القادرة على خلق اتفاقات مع الجمهوريين المعتدلين داخل الكونغرس الأمريكي.
واستفاد بايدن في التسعينات من خبرته في ذلك المجال للتوصل لاتفاقات بين الحزبين حول مشاريع بيل كلينتون الأساسية.
انتقادات منقلبة
استمرار هجوم ترامب على بايدن، حتى قبل ترشحه رسميا إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن السمة الرئيسية في كل هجوم ترامب على بايدن أنه ينقلب دوما عليه.
وكان أبرز ذلك هو اتهامات ترامب إلى بايدن بوجود شبهات فساد لابنه هانتر في أوكرانيا، وضغطه على الرئيس الأوكراني حينها لفتح التحقيق.
وانقلب على ترامب، عندما وجه مجلس النواب الأمريكي اتهامات إلى ترامب عام 2018، ولكن مجلس الشيوخ قام بتبرئته.
كما أن حملة بايدن عام 1988 كانت الأسوأ في مسيرته، بعدما نالت منه اتهامات بالسرقة الفكرية وتزوير شهاداته من فرص فوزه في ترشيح الحزب الديمقراطي، ولكن الملفت أنه عاد من تلك الهجمات قويا مرة أخرى.
قضايا الشرق الأوسط
لكن الملفت هنا موقف بايدن من قضايا الشرق الأوسط، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، والذي يظهر منها الاختلاف الكلي عن رؤية ترامب.
وجاءت أبرز وجهات النظر على النحو التالي:
1- القضية الفلسطينية:
يؤيد بايدن حل القضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولتين، ويرى أنه "من الضروري أن تعود الولايات المتحدة إلى الحوار مع الجانب الفلسطيني والسعي لدى اسرائيل وحثها على عدم القيام بأي خطوات تقوض إمكانية إقامة الدولتين".
يرى بايدن أن الخطوات التي اتخذها ترامب تقوض مبدأ الحل على اساس اقامة دولتين وسيعيد النظر بكل الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب ما عدا مسألة نقل السفارة الى القدس. وحسب صحيفة جروزالم بوست سيقر بايدن بمطالب الجانب الفلسطيني فيما يتعلق بالقدس.
2- إيران:
يقول بايدن عن الاتفاق النووي الإيراني "صديقي باراك، والاتفاق النووي الايراني يعتبر من أهم انجازات أوباما على الصعيد الدولي". وصرح بايدن في هذا الشأن أنه إذا التزمت إيران بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق فإن الولايات المتحدة ستعود للعمل بالاتفاق الى جانب الأوروبيين والأطراف الدولية الأخرى.
3- الوجود العسكري الأمريكي:
قال بايدن في تصريحات سابقة "عصر الحروب اللانهائية يجب أن ننتهي منه، ويجب أن تنتهي هذه الحروب التي لا نهاية لها. وأؤيد تخفيض القوات في الخارج لكن لا يجب ان نغفل عن مسألة الإرهاب وداعش"، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ووصف بايدن الأوضاع في البلدان تنتشر فيها القوات الأمريكية، سوريا والعراق وافغانستان بأنها معقدة ولا يمكنه التعهد بسحب القوات الأمريكية منها بشكل كامل في المستقبل القريب.
يرى بايدن أن مهمة القوات الأمريكية يجب أن تقتصر على مساعدة الشركاء المحليين في مواجهة التنظيمات والجماعات، التي يمكن أن تهدد مصالح الولايات المتحدة وشركائها ولا يجب ان تلعب أي دور سياسي في هذه الدول.
5- دول لن تحظى بالدعم:
تعهد ترامب بألا تحظى بعض الدول بنفس الدعم، الذي كانت تحظى به وقت رئاسة ترامب.
أبرز تلك الدول هي السعودية، حيث تعهد بإنهاء الدعم الأمريكي لحرب اليمن.
وقال بايدن في بيان منشور عبر موقع حملته الانتخابية: "في ظل إدارة بايدن هاريس سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة السعودية وننهي الدعم الأمريكي لحرب المملكة العربية السعودية في اليمن، ونتأكد من أن أمريكا لا تتراجع عن قيمها لبيع الأسلحة أو شراء النفط ".
وأكد بايدن أنه سيجعل السعودية تدفع ثمن مقتل الصحفي جمال خاشقجي وسيتعامل معها باعتبارها دولة منبوذة.
