في الأشهر الأخيرة تحدث خبراء مصريون عن توصلهم إلى لقاحات وأن مصر سوف تتحول لمركز رئيسي لإنتاج والتوزيع في أفريقيا.. ما الذي توصل إليه المصريون ومدى توفر الإمكانيات والقدرات والخبرات العلمية لديهم.. ولماذا لم تعتمد الصحة العالمية واحدا أو اثنين من اللقاحات التي تم الإعلان عنها عالميا حتى الآن؟
استعداد مصري
أكد أستاذ علم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث بمصر الدكتور محمد علي أحمد، أن مصر تستعد لتكون مركزا لتصنيع اللقاحات وتوزيعها في القارة الإفريقية، وأن خطوط الإنتاج لتلك اللقاحات قد تكون موجودة خلال شهور قلائل، وهناك إرادة وعزيمة مصرية على ذلك، ولدينا القدرات والخبرات على تنفيذ ذلك، وقد توصلنا إلى لقاحات لفيروس كورونا وهى قيد التجارب.
طفرات وتغيرات
وحول عمليات التحول لفيروس كوفيد 19 وانخفاض عدد الإصابات في مصر قال أحمد، إن فيروس كوفيد19 واحد في كل دول العالم، لكن هناك تغيرات تحدث للفيروس وطفرات، لكن ليس كل هذه الطفرات تنعكس على سلوكه، وفيما يتعلق بالإصابات في مصر وأن السبب في ذلك يرجع إلى لقاحات الفيروسات التي تعطى للأطفال منذ عقود، الحقيقة أننا قمنا بإجراء أبحاث على تلك النقطة ولم نجد هناك أي علاقة بين الإثنين.
وأكد أستاذ الفيروسات، أنه لا يوجد حصر حقيقي في كل دول العالم حول أعداد الإصابات، لأن هذا الأمر لا يتحقق إلا إذا قمنا بعمل مسح شامل لكل مواطني الدولة، وقد كانت هناك إحصائية أكدت أن ما يقارب 19 ونصف في المئة أصيبوا بفيروس كورونا في العالم وهى نسبة عالية جدا وكذلك الأمر في مصر.
أسباب تزايد الإصابات
من جانبه قال أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة المتفرغ بمعهد بحوث التناسليات بمصر، إن أسباب زيادة أعداد الإصابات في أوروبا هو الدخول المبكر لموسم الشتاء، أما بالنسبة لنا في الشرق الأوسط فلم ندخل فصل الشتاء حتى الآن وهو ما جعل أعداد الإصابات متناقصة.
كائن مبهم
وأكد الخبير المصري أن العلماء حتى الآن يتعاملون مع شىء مبهم والعامل الذي يتم التشخيص على أساسه هو الأعراض، لذلك الحديث عن لقاح الآن ضد هذا الكائن هو نوع من الوهم، لأنه لا يوجد هذا الكائن الذي يعمل به اللقاح ولم تحدد مواصفاته، أما ما يجري الآن هو محاولة عمل لقاحات من مجموعة الفيروسات المسببة للإنفلونزا، ولقاحات الإنفلونزا تتغير كل عام تقريبا، نظرا لأن فيروس الإنفلونزا يغير الغلاف الخارجي له ما يقارب ألف مرة في الموسم.
وأشار رفاعي إلى أنه حتى الآن لم يتم عزل فيروس كورونا ولذلك الحديث عن لقاح لهذا المرض غير منطقي، مؤكدا أن الوسيلة الوحيدة المؤثرة في هذا المرض هو أن حالات الإصابة الحقيقية يتم أخذ يلازمها من حالات الإصابة الحقيقية بعد شفائها، هو الذي يمكن أن يأتي بنتيجة إيجابية إذا تم العلاج به لأنه عبارة عن أجسام مناعية، والبلازما ليست لقاح، لأن اللقاح يعطي مناعة لفترة قد تصل لعامين لأنه عبارة عن فيروس تم تقليل قدرته فيجبر الجسم على تكوين أجسام مناعية، أما البلازما فهى شىء وقتي.
من جانبه قال الدكتور عبدالناصر أبوبكر، مدير وحدة التأهب لمخاطر العدوى بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن مصر لديها القدرة على إنتاج لقاحات كورونا، والمنظمة تعمل معها وتساعدها في تلك المهمة.
وأوضح، أن هناك 42 لقاحًا وصلت لمرحلة تجارب سريرية، 10 منها في المرحلة النهائية من التجارب للتأكد من المأمونية والفعالية، ونتوقع أن تتوفر اللقاحات في نهاية هذا العام.
جاء ذلك بالمؤتمر الصحفي الذي عقده المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الخميس الماضي؛ بشأن تطورات جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19" في إقليم شرق المتوسط.