وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية، عن إجراء اتصالات رسمية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، ممثلة بمسؤول ملف الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في وزارة الخارجية الأمريكية هادي عمرو.
وقال إشتية في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة في رام الله: "تمت مناقشة سبل إعادة العلاقات الفلسطينية الأمريكية، خصوصاً من حيث فتح المكاتب الدبلوماسية والقنصلية، وعودة المساعدات الأمريكية، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وسبل دفع العملية السياسية قدماً".
أسباب إعادة الاتصالات
وأضافت في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "بشأن الضمانات التى سوف تحصل عليها السلطة الفلسطينية مقابل ذلك فإن السلطة الفلسطينية تسعى لإعطاء الفرصة لعودة العمل بالاتفاقيات والتفاهمات المبرمة بين منظمة التحرير والبيت الأبيض، خصوصا بعد تصريحات كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن بعد فوزه بالرئاسة الأمريكية، والتي أكدت أنها الإدارة الجديدة ستعيد العلاقات مع الفلسطينيين وستفتح مقرات بعثة منظمة التحرير وتعيد إرسال المساعدات، وكذلك معالجة الأزمة الإنسانية في غزة".
وتابعت: "تتوقع السلطة أيضا إمكانية إعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن خصوصا بعدما رفضت إدارة ترامب تجديد ترخيص المكتب الذي كان يمارس أعمالا دبلوماسية، وأخرى خاصة بالجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، والذي افتتح بناء على توقيع معاهدة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في البيت الأبيض عام 1993".
واستطردت: "كذلك يتوقع أن يتم الإعلان عن إعادة الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، الذي قطع ضمن إحدى قرارات ترامب السابقة التي وضعها لشطب ملف اللاجئين من على طاولة التفاوض، حيث لم تقر إدارته إلا بوجود 50 ألف لاجئ تقريبا، باعتبارهم فقط الأشخاص الذين عايشوا فترة الهجرة والنكبة، رافضا الاعتراف بأبنائهم وأحفادهم، على أنهم من فئة اللاجئين، وهو ما عارضته القيادة الفلسطينية آنذاك، وكان سببا في اتخاذ قرار وقف التعامل بالاتفاقيات الموقعة مع واشنطن".
وأنهت حديثها قائلة: "لكن يبقى الرهان خاسرا طالما بقى الإعلان عنه من قبل إدارة بايدن دون تطبيق على أرض الواقع، تحديدا أمام التحديات الكثيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني خصوصا في ظل استمرار عنجهية وتفرد دولة الاحتلال الإسرائيلي في استهداف قضيتنا الفلسطينية".
خطوة صحيحة
من جانبه قال القيادي في حركة فتح، المستشار زيد الأيوبي، إن "إعادة علاقات القيادة الفلسطينية مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايد هي خطوة بالاتجاه الصحيح خصوصا مع الدور الذي تطلع به أمريكا باعتبارها إحدى الأطراف الراعية لمسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "عودة الاتصالات والعلاقات الفلسطينية الأمريكية بعد انقطاع لسنوات بسبب سياسات الرئيس دونالد ترامب غير القانونية والعدائية تجاه القضية الفلسطينية سيكون له إيجابيات كثيرة على القضية الفلسطينية من بينها إعادة فتح بعثة فلسطين في واشنطن وإعادة المساعدات الأمريكية للسلطة الوطنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بعد أن قرر ترامب قطعها عن الفلسطينيين في انحياز سافر وواضح تجاه الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "الإدارة الأمريكية بعثت من خلال رموزها الجدد رسائل إعلامية واضحة مضمونها التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف خصوصا تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الجديد ومندوب أمريكا في الأمم المتحدة وهذه التصريحات الإيجابية شجعت الفلسطينيين على غعادة فتح العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة".
والعام الماضي، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قطع الاتصالات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد قراره في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وأكد عباس أنه أبلغ إسرائيل والولايات المتحدة أنه لن يكون هناك أي علاقات معهما بما في ذلك المجال الأمني، جراء نقض إسرائيل وأمريكا الاتفاقيات الدولية بعد الإعلان عن "صفقة القرن".
وقال عباس، خلال اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية حينها: "لا نخفي عليكم أننا بعثنا برسالتين الأولى سلمت إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأخرى وصلت إلى أمريكا".
وتابع عباس "أبلغناهم خلالها بأنه لن يكون هناك أي علاقة معهما بما في ذلك العلاقات الأمنية في ضوء تنكركم للاتفاقيات الموقعة والشرعيات الدولية".
وأوقفت الإدارة الأمريكية السابقة، كافة المساعدات المادية للسلطة الفلسطينية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كما أغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والقنصلية الأمريكية في القدس.