يقول مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية في العراق الدكتور معتز محي عبد الحميد، "يجب أن تتخذ الدولة مجموعة الخطوات لضمان أمن وسلامة الناخبين والمرشحين والعاملين في مراكز الاقتراع وغيرهم من الأشخاص المشاركين في الانتخابات، خصوصا بعد أن شهد الشارع العراقي ظواهر غير مستقرة وتحديات أمنية".
خطوات لا بد منها
وتابع عبد الحميد، "في هذا الإطار عقدنا في المركز الجمهور منذ أيام قليلة ورشة حوارية حول مستقبل أمن الانتخابات القادمة بالتعاون مع منظمة المواطنة العراقية بحضور عدد من الخبراء الأمنيين والاستراتيجيين لوضع تصور حول ما يجب عمله خلال الفترة القادمة، من خلال الاستماع من ذوي الاختصاص حول آخر المستجدات والأساليب الأمنية في مثل هذه الأمور".
مواجهة التحديات
من جانبه قال الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي اللواء دكتور عماد علو، "هناك جوانب مهمة مطلوبة في الممارسة السلمية لاختيار من يتولى من يتولى السلطة وضمان العدالة في الأمن، وهذا هو الأساس في عملية تأمين العملية الانتخابية، والسؤال المتداول هو كيف نؤمن بسلامة وسلاسة الانتخابات، نرى أن ذلك يتم من خلال ترسيم الحدود الانتخابية والتوعية للمواطنين وتسجيل الناخبين والترويج للمرشحين في يوم الانتخاب، والإعلان عن النتائج وصولا إلى الإعلان الرسمي لها بعد مصادقة المحكمة الاتحادية".
الجهد الاستخباراتي
وأكد علو، "الجهد الاستخباري وتوسيع دوائره هام جدا لرصد كل ما يحيط بالعملية الانتخابية من خلال تأمين الاماكن وطرق الوصول للمراكز الانتخابية وحماية الأجهزة الالكترونية والتدابير الاحتياطية في النقل الالكتروني، وفي تأمين حيادية الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حماية العملية الانتخابية، وأيضا في تأمين مستوى عال للاتصالات بجميع الأجهزة المشاركة حتى يشعر الناخب بالأمان في الإدلاء بصوته بعيدا عن كل أشكال التخويف والترهيب".
دور مفوضية الانتخابات
وفي نفس السياق، أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد الدكتور جاسم الحريري، "على أهمية تثقيف المواطن على العملية الانتخابية القادمة، وتعزيز الثقة بالمواطن إلى أهمية مشاركته في الانتخابات القادمة، وذلك من خلال التركيز على كون المفوضية دائرة مستقلة ومهنية ومحايدة، وأن تكون هي الجهاز المؤتمن إداريا على هذا الآداء لتلافي كل التحديات الداخلية والإقليمية".
وقال لـ"سبوتنيك" علينا كجمهور أن نعرف واجباتنا كناخبين أولا، وأن العملية فيها رابح وخاسر، وأن يتم ذلك بشكل ديمقراطي بمنح الحقوق المتساوية للناخب والمنتخب، وأن نتلافى كل الضغوطات عليه سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية وأمنية، كما يجب أن يكون أداء موظفي المفوضية العليا للانتخابات يتسم بالشفافية والنزاهة والحيادية، وأن يعتبر عضو المفوضية أن واجبه الوطني هو المحافظة على الاستقلالية".
الداخلية العراقية
وأشار المحنا إلى أنه "لا يمكن تجزئة الحماية الأمنية، فهي شراكة الجميع ومن كل الاختصاصات الأمنية، لنكون بأمن واحد لإنجاح الانتخابات كل من زاويته الخاصة ووفق اختصاصه، والمهم بالأمن هو البدء بتوفير الأمن الاجتماعي في المناطق حتى انتهاء الانتخابات، وهذا ما تعمل عليه وزارة الداخلية ضمن استراتيجية تحتوي جوانب كثيرة لسلامة العملية، فالوزارة تقول للجميع لا للتحزب ولا للتحيز، ولا لكل تداعيات الجريمة المنظمة والتهديدات والتوترات السياسية".
وأوضح ناطق الداخلية أن "الوزارة ودوائرها الأمنية لها دور مهم في الحد من السلاح المنفلت والسيطرة عليه، وخلال الأشهر الماضية تم ضبط (31) ألف قطعة سلاح غير مرخص، وكذلك يوجد تنسيق مع العشائر للحد من انتشار الأسلحة في أيام الانتخابات وبعدها، وقد ساهمت الوزارة في القضاء على الإرهاب ومراكز تجمع العصابات الخارجة على القانون وتصفيتها".
وانطلقت شرارة الاحتجاجات في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بشكل عفوي، ورفعت مطالب تنتقد البطالة وضعف الخدمات العامة والفساد المستشري والطبقة السياسية التي يرى المتظاهرون أنها موالية لإيران أو الولايات المتحدة أكثر من موالاتها للشعب العراقي.